التي قد خلت في عباده} وما عدا ذلك فهو بالهاء كقول الله تعالى: ﴿سنة
الله في الذين خلوا من قبل﴾ في سورة الأحزاب، فلذلك قال: سنت فاطر،
شجرة الدخان سنت فاطر كُلًّا أي المواضع الثلاثة في سورة فاطر، فأشار
إلى تعددها في قوله كُلًّا، فلم ترد في فاطر إلا في هذه المواضع
الثلاثة وهي قوله: ﴿إلا سنت الأولين﴾ وقوله: ﴿فلن تجد لسنت الله تبديلا
ولن تجد لسنت الله تحويلا﴾ فهذه ثلاثة مواضع، والانفال، أي الموضع الذي
في سورة الأنفال وهو قول الله تعالى: ﴿فقد مضت سنت الأولين﴾ فقد رسمها
الصحابة فيه بالتاء أيضا، وحرف غافر أي الموضع الذي في سورة غافر، وأهل
الأداء يعبرون عن الكلمة بالحرف، وأهل النحو أيضا في قديم اصطلاحهم
يعبرون عن الكلمة بالحرف، ولذلك يعقد سيبويه في كتابه أبوابا لما سمع
من الحروف على كذا، والمقصود عنده ما سمع من الكلمات على كذا، فلذلك
قال: وحرف غافر أي التي في سورة غافر وهي قول الله تعالى: ﴿سنت الله
التي قد خلت في عباده﴾ وما سوى ذلك يكتب بالهاء كما ذكرنا ﴿سنة الله في
الذين خلوا من قبل﴾ في سورة الأحزاب.
ثم ذكر كلمة أخرى وهي قرة، وقد رسمت بالتاء في موضع واحد، وهو عندما
تضاف إلى عين بالإفراد، فإن أضيفت إلى أعين بالجمع رسمت بالهاء،
والموضع الذي أضيفت فيه إلى عين بالإفراد هو قول الله تعالى: ﴿قرت عين
لي ولك لا تقتلوه﴾ في سورة القصص، وما عدا ذلك رسمت بالهاء، كقول الله
تعالى: ﴿ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين﴾ بالجمع، وكذلك قوله
تعالى: ﴿فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين﴾ في سورة السجدة،
فكلتاهما رسمت بالهاء لأنها أضيفت إلى جمع، لذلك قال: قرة عين ويكفي
هذا لا يحتاج إلى ذكر السورة لأنها لم ترد في القرآن مضافة إلى عين
مفردة إلا في موضع واحد وهو في سورة القصص.
ثم ذكر كلمة أخرى وهي جنة، فهذه أيضا رسمت بالتاء في موضع واحد وهو: