الاستقبال لأن الفعل الماضي إذا كان في معرض الدعاء دل على الاستقبال
كقولك: رحم الله زيدا، أي أسأل الله أن يرحمه في المستقبل، كذلك أنك
تسأله أن يصلي عليه وقد أمرنا الله جميعا بذلك فقال: &#٦٤٨٣١; إن الله وملائكته
يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما&#٦٤٨٣٠; والصلاة
في اللغة تطلق على الرحمة ومنه قول النبي r «اللهم صل على آل أبي أوفى»
أي ارحمهم أوبارك عليهم، الرحمة والبركة، ومنه قول جرير: «صلى على عزة
الرحمن وابنتِها** لبنى وصلى على جاراتها الأخر** هن الحرائر لا ربات
أخمرة** سود المحاجر لا يقرأن بالسور»
وتطلق الصلاة أيضا على الدين،
ومنه قول الله تعالى: &#٦٤٨٣١; قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد
آباؤنا&#٦٤٨٣٠; أي أدينك يأمرك بذلك، وتطلق على العبادة المخصوصة، فالعبادة
المخصوصة هي الصلاة، &#٦٤٨٣١; قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون&#٦٤٨٣٠; أي
في هذه العبادة المخصوصة، وتطلق على الدعاء ومنه قول الله تعالى: &#٦٤٨٣١; وصل
عليهم إن صلاتك سكن لهم&#٦٤٨٣٠; أي ادع لهم، ومنه قول النبي r في الوليمة: «من
دعي فليجب فإن كان مفطرا فليأكل وإن كان صائما فليصل»
أي فليدع،
والصلاة على النبي r هي طلب الرحمة المقرونة بالتبجيل له فليست كرحمة
غيره فهي رحمة مقرونة بالتبجيل، "على نبيه " فالنبي فعيل إما أن تكون
من النبإ أو أن تكون من النبوة، فالنبأ هو الخبر، فهو نبيء أي منبأ عن
الله، على أن فعيلا بمعنى مفعول يأتيه النبأ من عند الله، وإذا كانت
فعيلا بمعنى فاعل فهو منبئ عن الله أي مخبر عنه فهو الصادق المصدوق في
الحالين، وإذا كانت من النبوة فهي الارتفاع أي الذي أنبأ الله مكانه أي
رفعه وأعلاه، ويجوز إبدال الهمزة ياء في النبوة ومشتقاتها، وإبدالها
واوا في لفظ النبوة، فيقال النبوة، ويقال النبي ويقال النبيون ويقال
الأنبياء ويقال النبيون، وهذه هي قراءة الجمهور، وانفرد نافع من بين


الصفحة التالية
Icon