القرآن بتصحيحها أي بإبقاء الهمزة في مكانها، فنافع وحده من بين القراء
كلهم يقول: النبوءة ويقول النبيئين ويقول: الأنبئاء، ويقول النبيء، ولم
يبدلها إلا في موضعين في سورة الأحزاب على الخلاف المعروف في ذلك
لنافع، أما ما سوى الموضعين في سورة الأحزاب فإن نافعا يصحح النبوة
ومشتقاتها، ولذلك قال أحمد بن محمدا رحمه الله: «همز النبيء نافع مع

بابه** مما به انفرد عن أصحابه». "ومصطفاه " أي مختاره، يقول إن النبي


r هو نبي الله وهو مصطفاه أي اصطفاه الله واختاره من الثقلين الإنس
والجن وكمله خَلقا وخُلقا، فلذلك قال في الخلق أوتي يوسف شطر الحسن
وأوتيت الحسن كله، وقال الله في الخلق: &#٦٤٨٣١; وإنك لعلى خلق عظيم&#٦٤٨٣٠; وقد
اصطفاه الله من الخلائق كما صح عن النبي r: «إن الله اصطفى من ذرية آدم
إبراهيم واصطفى من ذرية إبراهيم إسماعيل واصطفى من ذرية إسماعيل كنانة،
واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم وجعلني من بني هاشم في
المحل الأسنى فأنا خيار من خيار من خيار ولا فخر»
والمصطفى أصلها
مُصْتَفَيٌ مفتعل، من اصطفى افتعل التاء تاء الافتعال فيها بعد الحرف
المطبق تبدل طاء، الصاد حرف إطباق وتاء الافتعال إذا جاءت بعد حرف
الإطباق تبدل طاء كما قال ابن مالك: « طا تا افتعال رد إثر مطبق** في
ازدان وازدد وادكر دالا بقي»
فأصلها مصتفا، بالتاء لكن أبدلت التاء طاء
للإطباق الذي قبلها في الصاد، والمصطفى من التصفية من صفاه يصفيه إذا
نقاه عن الكدر، "محمد " بدل من نبيه ومصطفاه، وهذا اسمه الذي سماه به
عبد المطلب، فقيل له: سميته باسم ليس في آبائك، فقال: رجوت أن يحمده
الأولون والآخرون فحقق الله رجاءه، "وآله " الآل أصلها أوَلٌ، وهو ما
يرجع إليه الرجل من أهل ومال، آل الرجل ما يرجع إليه من أهل ومال،
ويطلق على زوجة الرجل، وأقاربه، فيسمون آله وآل بيته، والفرق بينه وبين


الصفحة التالية
Icon