أهل، قيل أهل أصله آل ولكن صححت همزته بالهاء فإن العرب قد يلفظون
بالهمزة هاء، كقول عنترة: «لهنك من عبسية لوسيمة** على هنوات كاذب من
يقولها»
لهنك من عبسية أي لإنك، ومثل قول الشاعر الآخر: «ألا يا سنا
برق على قلل الحمى** لهنك من برق علي كريم»
ومثل قول الآخر: «دمشق
خذيها واعلمي أن ليلة** تمر بعودي نعشها ليلة القدر** ثمانين حولا لا
أرى منك راحة** لهنك في الدنيا لباقية العمر»
فأبدلت الهمزة هاء فنطق
بها بلفظ أهل بدل آل، ولكن الراجح التفريق بين أهل وآل، لأن لفظة آل لا
تضاف إلا إلى العالم من ذوي الشرف، فلفظة أهل تضاف إلى كل شيء، تضاف
إلى الحقائق وإلى المعاني، فأهل بمعنى مستحق ومنه قول الله تعالى: &#٦٤٨٣١; أهل
التقوى وأهل المغفرة&#٦٤٨٣٠; أي مستحق التقوى وأهل المغفرة أي الذي يستحق أن
يغفر لمن شاء من عباده، ومن ذلك قول أبي الطيب المتنبي: «كفى ثعلا فخرا
بأنك منهمُ** ودهر لأن أمسيت من أهله أهل** فما بفقير شام برقك فاقة**
ولا ببلاد أنت صيبها محل»
لكن لفظ آل لا يضاف إلا إلى العاقل الشريف،
ويستثنى من ذلك ما يلحق بالعاقل كالخيل والأصنام والديار والطير هذه
الأربعة يلحقها العرب بالعاقل فيردون عليها الضمائر التي لا ترد إلا
على العاقل «أسرب القطا هل من يعير جناحه** لعلي إلى من قد هويت أطير»
هل من يعير، من من خصائص العاقل، ومع ذلك خوطب بها الطير، ومثل الديار،
ومنه قول امرئ القيس: «ألا عم صباحا أيها الطلل البالي** وهل يعمن من
كان في العصر الخالي»
، فمن هنا في الأصل لا تأتي إلا للعاقل وهو أتى
بها للديار، وكذلك الأصنام وقد جاء ذلك في القرآن جاء إطلاق من عليها
وإطلاق الضمائر التي لا تطلق إلا على العاقل، وكذلك الخيل فإنهم يطلقون
عليها ما لا يطلق إلا على العاقل ومنه قول الشاعر: «من الجرد من آل
الوجيه ولاحق** تذكرنا أوتارنا حين تصهل»
فأضاف لفظةَ آل إلى الوجيه


الصفحة التالية
Icon