وهو فرس معروف، وأيضا فإن الشرف المعتبر فيه أمور الدنيا، فلذلك جاءت
إضافة لفظة آل إلى فرعون في القرآن &#٦٤٨٣١; النار يعرضون عليها غدوا وعشيا
ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب&#٦٤٨٣٠; فآل هنا أضيفت إلى فرعون
لأن له شرفا باعتبار الدنيا، وإلا فلا شرف لمن ليس من أهل الإيمان، وآل
النبي r يختلف إطلاقها باختلاف المقام الذي تطلق فيه، ففي مقام الدعاء
كهذا المقام المقصود به كل من اتبع ملته، فهم المؤمنون جميعا يدخلون في
آله، فالآل هم الأتباع، ولذلك قال عبد المطلب في استغاثته لله تعالى
يرد الفيل عن مكة عام الفيل: «لاهم إن العبد يمـ**نع رحله فامنع
رحالك** وانصر على آل الصليـ**ب وعابديه اليوم آلك»
وانصر على آل
الصليب أي على عباد الصليب وأتباعه وعابديه اليوم آلك أي عبيدك، وفي
مقام تحريم الصدقة، أي في المقام الفقهي يقصد بهم بنو هاشم ومواليهم
إجماعا وبنو المطلب ومواليهم على الراجح أيضا، لقول النبي r «نحن وبنو
المطلب سواء ما افترقنا في جاهلية ولا في إسلام»
وفي مقام المدح
المخصوص كقول الله تعالى: &#٦٤٨٣١; إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا&#٦٤٨٣٠; هم النبي r وفاطمة وعلي والحسن والحسين، وقد أدخلت أم
سلمة رأسها معهم في العباءة التي أحاطهم بها رسول الله r، وهذه
المقامات هي التي نظمها سيد بن عبد الله بن خلف رحمهم الله فقال: «آل
النبي سيد الأنام** مختلف بحسب المقام** مؤمن هاشم عنوا بالآل** في منع
إعطاء زكاة المال»
وهنا اقتصر على القول المشهور في المذهب المالكي
وللمالكية قول آخر في إدخال بني المطلب أيضا وهو مذهب الشافعي وأحمد،
«آل النبي سيد الأنام** مختلف بحسب المقام» أي مختلف إطلاقه بحسب
المقام، «مؤمن هاشم عنوا بالآل** في منع إعطاء زكاة المال** وإن إلى
نهج الدعاء تذهب** فالمؤمنون كلهم آل النبي** وفي مقام المدح هم أهل


الصفحة التالية
Icon