العبا** ءة الذين الرجس عنهم ذهبا** وطهروا لما دعا تطهيرا** طوبى لهم
دعاءه الشهيرا** طه وبنت المصطفى سبطاها** وبعلها سليل عم طه»
"وصحبه " والصحب جمع صاحب، والمقصود بهم من صحب النبي r مؤمنا به على
الوجه المتعارف في الحياة الدنيا ومات على الإيمان، ولو تخلل إيمانه
ردة فرجع إلى الإسلام بعد ذلك، فهؤلاء هم أصحابه في الاصطلاح، ومع ذلك
فإن النبي r إذا أطلق لفظ أصحابه فإنما يقصد السابقين الأولين لمزيتهم
في الإسلام، ولهذا قال لخالد بن الوليد: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن
أحدكم أنفق مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه»
فخالد بن
الوليد من أصحابه في الاصطلاح، على الاصطلاح الذي سقناه، ولكنه عندما
خاطب عبد الرحمن بن عوف بخطاب غضب منه رسول الله r قال لهم: «لا تسبوا
أصحابي»
فدل ذلك على أن أصحابه إذا أطلقها النبي r يقصد بهم عبد الرحمن
بن عوف ومن كان على شاكلته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار،
وخالد أسلم قبل الفتح أيضا، خالد أسلم بعد صلح الحديبية هو وعمرو بن
العاص وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة، فقال النبي r: رمتكم مكة بأفلاذ
كبدها، فكان قائدا من قادة الفتح، كان قائد الكتيبة الثانية يوم الفتح،
لكن ليس من الذين شاركوا في الغزوات السابقة لذلك، هو أسلم في آخر
العام السابع من الهجرة ولم يشهد شيئا من الغزوات في العام السابع غزوة
خير لم يشهدها، وإنما شهد الفتح، وهو في رمضان من العام الثامن من
الهجرة، ثم شهد بعد ذلك مؤتة وتبوك والطائف وحنين وغير ذلك من المشاهد،
ومقرئ القرآن مع محبه، كذلك يدخل في الصلاة على النبي r وآله وصحبه
يدخل مقرئي القرآن، فهنا يمكن أن يكون هذا اللفظ مفردا ويمكن أن يكون
جمعا، فإذا كان جمعا فالمقصود به كل من يقرئ القرآن أي يعلمه، فأقرأه
أي علمه، فقرأ فلان القرآن فعل متعد لمفعول واحد فإذا دخلت عليه الهمزة


الصفحة التالية
Icon