المتصرفة إما بالنصب وإما بالجر بمن خاصة، وإما أن يحذف المضاف إليه
أصلا، فحينئذ إما أن ينوى لفظه فيبقى الظرف على حاله مجرورا: «ومن قبلِ
نادى كل مولى قرابة** فما عطفت مولى عليه العواطف»
والصورة الأخرى هي
أن يحذف ولا ينوى لفظه وإنما ينوى معناه فيبنى على الضم كقول الله
تعالى: ﴿لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ﴾، والصورة الرابعة هي أن يقطع عن
الإضافة لفظا ونية وحينئذ يصرف ينون وينصب كقول الشاعر: «ونحن قتلنا
الأسد أسد خفية** فما شربوا بعداً على لذة خمرا»
فهذه أربع صور، إما أن
يضاف ويذكر المضاف إليه، من قبلهم، من بعدهم، &#٦٤٨٣١; كذبت قبلهم قوم نوح&#٦٤٨٣٠;
وإما أن يضاف ويحذف المضاف وينوى لفظه دون معناه: ومن قبلِ نادى كل
مولى قرابة فيبقى على جره، وإما أن يضاف ويحذف المضاف وينوى معناه دون
لفظه، فيبنى على الضم، لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ، وإما أن يقطع عن
الإضافة لفظا ونية فيصرف أي ينون: فما شربوا بعداً على لذة خمرا، «فساغ
لي الشراب وكنت قبلاً** أكاد أغص بالماء الحميم»
، أو بالماء الفرات،
وكنت قبلاً بالتنوين.
"إن هذه مقدمه " أي بعد هذه الافتتاحية التي فيها تعريف نفسه وحمد
الله تعالى والثناء عليه، والصلاة على النبي r إن هذه مقدمة وهذا
التأكيد هنا غير فصيح لأن المقام مقام ابتداء، والمقامات ثلاث، مقام
الابتداء لا يحسن فيه التأكيد، والمقام الثاني مقام الترديد، يحسن فيه
التأكيد دون المبالغة فيه، والمقام الثالث مقام الإنكار هو الذي يحسن
فيه التأكيد، ولذلك قال الله تعالى: &#٦٤٨٣١; واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ
جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا
إنا إليكم مرسلون&#٦٤٨٣٠; جاء التأكيد لكن لم يبالغ فيه، في مقام الترديد، ثم
لما ازداد الإنكار ازداد التأكيد، &#٦٤٨٣١; قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما
أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون قالوا ربنا يعلم إنا إليكم


الصفحة التالية
Icon