لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين&#٦٤٨٣٠; فأكدوا بالقسم وبالجملة الاسمية
وبإن وبلام الابتداء وبتقديم المعمول كل هذه المؤكدات جمعوها، وهنا كان
الأفصح أن يقول: وبعد ذا فهذه مقدمة مثلا، لكنه قال: "وبعد إن هذه
مقدمه " والمقدمة هي الفرقة التي تكون أمام الجيش فهي التي تقابل العدو
منه، والجيش يكون خميسا أي مخمسا خمس فرق، فالفرقة التي أمامه تلاقي
العدو هي التي تسمى بالمقدمة، وفي الوسط القلب وهو الفرقة التي يكون
فيها قائد الجيش، وعن اليمين الميمنة وعن اليسار الميسرة وفي الخلف
الساقة أو الساق، وهي التي تحمل الجرحى والمؤن فتكون في الخلف،
فالمقدمة هي أول ما يقابلك من الجيش، وكذلك المقدمة في الاصطلاح هي أول
ما يقابلك من العلم أو من الكتاب، وتعريفها في الاصطلاح هي طائفة من
العلم يتوقف على الشروع فيه معرفتها، طائفة من العلم هي من هذا العلم،
لكن يتوقف الشروع فيه أي في ذلك العلم على معرفتها، وهي تنقسم إلى
قسمين، إلى مقدمة كتاب ومقدمة فن، فمقدمة الكتاب شروط المؤلف
واصطلاحاته، ومقدمة الفن المسائل الضرورية لفهمه، وهذه المقدمة هي
مقدمة لعلم التجويد، ويجوز أن تقول مقدَّمه بصيغة اسم المفعول أي مقدمة
قدمها المؤلف، ويجوز أن تقول مقدِّمه أي متقدمة، "فيما على قارئه أن
يعلمه " فيما على قارئه أي على قارئ القرآن أن يعلمه أي أن يتعلمه من
تجويده، فقارئ القرآن عليه أن يتعلم التجويد العملي قبل الشروع فيه،
فلذلك احتاج إلى هذه المقدمة، لذلك قال: "فيما على قارئه أن يعلمه "
وقارئه أي الذي يقرؤه سواء قرأ جزءا منه أو قرأه كله، فهو قارئه على كل
حال.
إذ واجب عليهمُ محتم قبل الشروع أولا أن يعلموا
مخارج الحروف والصفات
إذ حرف تعليل معناه لأنه واجب عليهم، واجب على القراء وجمع هنا لأن
قوله على قارئه المفرد هنا بمعنى العموم لأنه أضيف إلى الضمير كما سبق،


الصفحة التالية
Icon