والمقدمة الثامنة هي اسمه أي اسم هذا العلم وله اسمان مشهوران، أحدهما
علم الأداء، أي كيف تؤدي القرآن لأنك تحملته حين بلغك عن الله تعالى
فكيف تؤديه فأداؤه هو كيفية النطق به فلذلك سمي هذا العلم علم الأداء،
والاسم الثاني هو علم التجويد، أي علم تجويد القرآن.
والمقدمة التاسعة هي فائدته أي فائدة هذا العلم، وفائدة هذا العلم هي
أداء القرآن على الوجه الذي يرضي الله تعالى، وتجنب اللحن فيه، فإن
اللحن هو ضد التجويد وهو ينقسم إلى قسمين إلى لحن جلي ولحن خفي، فاللحن
الجلي حرام كله، وما كان مفسدا للمعنى منه فهو مبطل للصلاة إذا كان في
الفاتحة إجماعا، وإذا كان في غيرها على الراجح، وما كان غير مفسد
للمعنى فهو حرام قطعا، لكن اختلف هلي يبطل الصلاة أم لا، واللحن الخفي
لا يبطل الصلاة ولكن من يعرف حكمه يحرم عليه الوقوع فيه، ومن لا يعرفه
لا يأثم به، واللحن الجلي هو ما يتعلق بتغيير أحكام النحو سواء تعلقت
بحركات الإعراب أو بحركات البناء، فحركات الإعراب مثل من يقول: الحمدَ
لله رب العالمين، فهذا لحن جلي، وحركات البناء مثل من يقول: أنعمتُ
عليهم، فهذا في حركات البناء وهو لحن جلي، فاللحن الجلي منه ما يغير
المعنى مثل: أنعمتُ، ومنه ما لا يغيره مثل: الحمدَ لله، وكلاهما حرام
قطعا، والذي يغير المعنى يبطل الصلاة إجماعا، والذي لا يغيره فيه خلاف
هل يبطل الصلاة أم لا، أما اللحن الخفي فهو عدم أداء القرآن على الوجه
الصحيح من ناحية المد والقصر ومن ناحية الادغام والفك، فالذي لا يدغم
فيقول: أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، مثلا هذا
فك للمدغم وهو لحن لكنه لحن خفي لأن هذا لا يعرفه إلا من كان يعرف هذه
القواعد، «والنون ساكنا بلام وبرا** أدغم دون غنة وأظهرا** مع أحرف
الحلق وميما قلبا** حتما إذا ما كان متلوا ببا»
فمن لا يعرف هذه
القواعد لا يعرف هذا اللحن، ومثله أيضا ما يتعلق بالمد والقصر، فقصر


الصفحة التالية
Icon