فسكن ببورصة ثم انتقل منها إلى اليمن مدة ثم سكن في شيراز وفيها توفي،
وشيراز من أرض إيران، وفيها توفي وكان قاضيا لشيراز رحمه الله، وهو من
الأئمة الأثبات المشهورين بعلم الحديث وعلوم القرآن وعلم القراءات
والفقه الشافعي، ومن أهل النحو أيضا المشاهير، وهو من المجددين في علم
القراءات، فهو مؤلف كتاب النشر في القراءات العشر، ومؤلف تحبير
التيسير، ومؤلف طيبة النشر ومؤلف الدرة في تتميم الشاطبية وله كتب
كثيرة أخرى قد ألف كثيرا من الكتب، وقد وضع هذا الكتاب لابنه، ألفه
لابنه، وقد شرحه ابنه وأثنى هو على ذلك الشرح، أثنى هو على شرح ابنه
لهذا الكتاب، وكتابه هذا المقدمة وضع الله عليه القبول منذ ألفه فتلقاه
أهل المشرق والمغرب بالقبول وكثرت الشروح عليه، شرحه ابن المؤلف وشرحه
زكريا الأنصاري، وشرحه محمد بن عبد الباقي الزرقاني، وشرحه عدد كبير من
الأئمة، وقد افتتحه المؤلف رحمه الله بقوله:
يقول راجي عفو رب سامع محمد بن الجزري الشافعي
يقول في بداية كلامه "يقول " بالفعل المضارع الذي يدل على الاستقبال،
ومعنى ذلك أنه سيقول ذالك في المستقبل، لأن هذا أول قوله، "راجي عفو
رب " عرف نفسه هنا في ابتداء كتابه اقتداء بالنبي r فقد كان يعرف بنفسه
في مقدمات كتبه كما في كتابه إلى هرقل، وفيه من محمد رسول الله إلى
هرقل عظيم الروم، وكتابه للمنذر بن ساوى وفيه من محمد رسول الله إلى
المنذر بن ساوى، وهكذا فكتب النبي r يبدأ فيها بنفسه، ولذلك عقد
البيهقي في سننه بابا في كتاب القضاء باب من بدأ بنفسه في كتابه، وأتى
فيه بكتاب من أبي عبيدة بن الجراح وكتاب من خالد بن الوليد إلى عمر بن
الخطاب وكلاهما بدأ فيه بنفسه، "يقول راجي عفو رب سامع " وصف نفسه
بهذا الوصف وهو أنه راج لعفو الله تعالى، والرجاء هو تعلق القلب
بالمحبوب مع الشروع في أسبابه، وضده هو التمني فهو تعلق القلب بالمحبوب


الصفحة التالية
Icon