الآن، ثم قال: استعفوا لأميركم فإنه كان يحب العفو، ثم قال: أيها الناس
أما بعد فإني بايعت رسول الله r على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة فشرط
علي: والنصح لكل مسلم، ورب هذا البيت إني لكم لناصح، أو ورب هذا المسجد
إني لكم لناصح ثم استغفر ونزل، فهنا قال: واستعفوا لأميركم، فإنه كان
يحب العفو، "راجي عفو رب " والعفو هنا نسبه إلى الرب سبحانه وتعالى
والرب هو موصل الإنسان إلى كماله بالتدريج شيئا فشيئا فهو ربه ومربيه
أي موصله إلى كماله بالتدريج شيئا فشيئا، وقد سبق أن العرب يستعملون من
هذه المادة أربعة أفعال، فيقولون: ربه يرُبه، ومنه قول صفوان بن أمية:
لأن يربني رجل من قريش خير من أن يربني رجل من هوازن، ويقال: رباه
يربيه ومنه قول الشاعر: «وربيته حتى إذا تم واستوى** كمخة ساق أو كمتن
إمام** قرنت بحقوه ثلاثا فلم يزغ** عن القصد حتى بصرت بدمام»
ويقال
أيضا رببه يرببه ومنه قول أمية بن أبي الصلت الثقفي «بيضا مرازبة غلبا
أساورة** أسدا ترببن في الغيضات أشبالا»
ويقال أيضا ربته يربته ومنه
قول الشاعر: «ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة** بجمهور حزوى حيث ربتني
أهلي»
، وربٌّ أصلها رابٌّ، فحذفت منها الألف لكثرة الاستعمال، ولذلك
قال ابن مالك: «وينحذف** بقلة مضاعفا منه ألف» فاعل إذا كان مضاعفا
ينحذف منه الألف بقلة كرب وشت وفذ فهذا قليل في استعمال العرب،
"سامع " نعت للرب، فالرب سامع، وهذا إثبات لصفة السمع وهي صفة كمال
أثبتها الله تعالى لنفسه فقال: &#٦٤٨٣١; ليس كمثله شيء وهو السميع البصير&#٦٤٨٣٠;
وقال: &#٦٤٨٣١; لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء&#٦٤٨٣٠; وقال:
&#٦٤٨٣١; قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع
تحاوركما&#٦٤٨٣٠; وقال: &#٦٤٨٣١; إنني معكما أسمع وأرى&#٦٤٨٣٠; فهي صفة ثابتة لله سبحانه
وتعالى وهي صفة كمال، وهي تقتضي الإحاطة بجميع المسموعات وعلمها، لا


الصفحة التالية
Icon