تخفى عليه من ذلك خافية، فيعلم السر وأخفى، وتطلق أيضا إطلاقا ثانيا
على السماع بمعنى الإجابة، فسماع الدعاء معناه إجابته، ولهذا جاء في
قصة إبراهيم عليه السلام: &#٦٤٨٣١; إنك سميع الدعاء&#٦٤٨٣٠; إنك سميع الدعاء معناه:
إنك مجيب الدعاء، والسميع فعيل تطلق على الفاعل وعلى المفعول، فعيل
بمعنى فاعل وفعيل بمعنى مفعول، ففعيل بمعنى فاعل كسميع وبصير بمعنى
سامع ومبصر، وتطلق كذلك على المفعول كقتيل وجريح، فالسميع حينئذ بمعنى
المسمع، أي الذي يسمع غيره من أسمع، ومنه قول عمرو بن معدي كرب: «أمن
ريحانة الداعي السميع** يؤرقني وأصحابي هجوع»
، أمن ريحانة الداعي
السميع أي المسمع، يؤرقني وأصحابي هجوع، والرب هو السامع فهو محيط بكل
أقوالنا وهو المجيب دعوة من دعاه منا فهو المستجيب، فالسامع أيضا بمعنى
المستجيب، ولذلك فقولنا في الصلاة سمع الله لمن حمده محتمل للأمرين
والراجح فيه أن المقصود به الإجابة، ويكون الحمد دعاء، ولذلك لما سئل
سفيان بن عيينة عن قول النبي r: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما
قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله»
قيل: أهذا دعاء؟ قال: أما
سمعت قول أمية بن أبي الصلت: «أأذكر حاجتي أم قد كفاني** حياؤك إن
شيمتك الحياء** إذا أثنى عليك المرء يوما** كفاه من تعرضه الثناء»
عرف
نفسه بالاسم فهو "محمد بن الجزري " ونسب نفسه إلى جده الأعلى لأنه
الذي يعرف به، فلو قال: محمد بن محمد لما عرفناه، "الشافعي " نسبة إلى
مذهب محمد بن إدريس الشافعي وهو أحد المذاهب الأربعة المتبوعة، "الحمد
لله " هذا محكي القول والقصيدة كلها محكية بهذا القول وهو يقول، والحمد
هو الثناء مطلقا، فكل ثناء على الله يسمى حمدا، ويختص الحمد عن غيره من
الثناء بأنه أبلغ من غيره من جهة اللفظ ومن جهة المعنى، فمن جهة المعنى
يشمل الأقوال والأفعال، ومن جهة اللفظ فهو جامع بين أنواع الحروف


الصفحة التالية
Icon