وهي عشرة على الذي اختاره هو هنا، ثم بعدها مخرج الشفتين ثم بعد ذلك
الخيشوم وهو مكان الغنة، والغنة تعد صفة للنون والميم، ومع ذلك لها
مخرج مستقل وقد استشكل ذلك الشيخ محمد عالي رحمه الله فقد سأل أحد
القراء المصريين فقال: هل الغنة حرف أم صفة؟ قال: بل صفة، قال: الصفة
تلازم محلها، فلو كانت صفة لخرجت من مخرج النون والميم ولما خرجت من
مخرج آخر لأنها إذن صفة شيء آخر غير النون والميم، الصفة إنما تلازم
الموصوف وتقوم به، فلم يستطع ذلك القارئ جوابا عن هذه المسألة وهي من
مشكلات القراءة، قال المؤلف رحمه الله:
مخارج الحروف سبعة عشر
على الذي يختاره من اختبر
مخارج الحروف عددها على الوجه المختار على القول الذي اختاره وهو مذهب
الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله سبعة عشر على الذي يختاره أي على
القول الذي يختاره أي يرجحه من اختبر المخارج، والاختبار هو الامتحان
والمقصود به السعي لإدراكها ومعرفتها، ولا يتم ذلك إلا بإسكان الحرف في
إثر همز وصل، ما عدا أحرف المد فهذه لا يمكن أن يعرف مخرجها بالإسكان
لأنها أصلا الألف ملازمة للسكون ومديتها ملازمة فيه للسكون، إنما يعرف
مخرجها بالنطق بحرف مفتوح قبلها، إذا كانت ألفا أو مكسور إذا كانت ياء،
أو مضموم إذا كانت واوا، فيعرف مخرجها به، والمخارج تنقسم إلى قسمين
إلى مخارج محققة وإلى مخرج مقدر، فالمخرج المقدر هو الجوف الذي هو مخرج
حروف المد لأنه في الواقع ليس مكانا معينا يضغط عليه فيخرج الحرف،
والمخارج المحققة هي بقية المخارج ما عدا الجوف كله مخارج محققة، على
الذي يختاره من اختبر، فألف الجوف وأختاها، أي فالجوف مخرج واحد هو
موضع من المواضع الخمس الكبرى، ولكنه مخرج واحد ذلك الموضع يخرج منه
الألف وأختاها وهي الواو والياء في حال المدية، قال: فألف الجوف
وأختاها وهي حروف مد، وهي أي هذه الثلاثة حروف مد للهواء تنتهي أي


الصفحة التالية
Icon