الله، والموضع الثاني هو الحلق وفيه ثلاثة مخارج هي: أقصى الحلق،
ووسطه، وأدناه، والموضع الثالث هو اللسان وفيه عشرة مخارج كما سيتبين
إن شاء الله، والموضع الرابع الشفتان وفيهما كذلك مخرجان كما سيأتي،
وبعضهم يجعل أحد مخارج اللسان للشفتين فيجعلها ثلاثة، والموضع الخامس
الخيشوم وهو مخرج واحد للغنة، فإذن هذه خمسة مواضع ومنها تخرج الحروف،
أما المخارج الجزئية أي ما يتعلق بمواضع خروج الحروف فقد اختلف أهل
العلم في عددها، فذهب بعضهم إلى أنها تسعة وعشرون، فجعلوا لكل حرف
مخرجا يتميز به عن غيره، وستكون حينئذ متقاربة جدا لأن من الحروف ما هو
متقارب ومنها ما هو متجانس كما سيأتينا، سنقسم الحروف التي يقع بينها
الادغام والفك إلى مثلين ومتجانسين ومتقاربين كما سيأتي إن شاء الله،
والقول الثاني يجعل مخارج الحروف سبعة عشر، وهذا مذهب الخليل بن أحمد
وهو الذي اختاره أهل الأداء وسار عليه ابن الجزري رحمه الله كما هنا،
والقول الثالث مذهب سيبويه أنها ستة عشر بإلغاء مخرج الجوف فيجعل أول
المخارج ما كان من الحلق، وبذلك يجعل الألف اللينة من آخر الحلق مع
الهمزة والهاء، ويجعل الياء والواو المديتين مع الياء والواو اللينتين،
وبذلك يلغي مخرجا ويلغي موضعا أيضا، فيجعل المواضع أربعة ويجعل المخارج
ستة عشر، وهذا الذي سلكه النحويون ولذلك قال المختار بن بونه رحمه الله
في احمراره: «لكل حرف مخرج إن سكنا** بإثر همز موصل تبينا** فالهمز
والها مخرج ذو النطق** والألف اللين من اقصى الحلق» فجعل الألف مع
الهمزة والهاء من أقصى الحلق ولم يذكر الجوف، والقول الرابع هو اختيار
الفراء، وهو جعل المخارج أربعة عشر فقط، وقد قسم المخارج التي في
اللسان، فجعل المتقارب منها مخرجا واحدا، فما كان متقاربا من مخارج
اللسان جعله مخرجا واحدا، والمأخوذ به والذي سار عليه ابن الجزري هو
مذهب الخليل بن أحمد وهو جعل المخارج سبعة عشر، والحروف جمع حرف وهو في