اللغة طرف الشيء ومنه قول الله تعالى: ﴿ومن الناس من يعبد الله على
حرف﴾
أي على طرف اعتقاد، على طرف قناعة، ويطلق على الضامر من الحيوان،
ومنه قول كعب بن زهير: «حرف أبوها أخوها من مهجنة** وعمها خالها قوداء
شمليل»
ويطلق على أعلى الجبل لأن أسفل الجبل ينتشر ثم لا يزال يخف إلى
أن يوصل إلى أعلاه، والحروف تنقسم إلى قسمين، إلى حروف أصلية وحروف
فرعية، فالحروف الأصلية تسعة وعشرون في اللغة العربية وهذا مما تختلف
فيه اللغات، فبعض اللغات تزيد حروفها عن هذا وبعضها تنقص حروفه عن هذا،
وبعض اللغات ليس فيها أحرف وإنما جزئياتها كلمات كاللغة الصينية في
واقعها ليس فيها أحرف، المفرد منها هو كلمة فقط، ولذلك يركبون الكلمة
الواحدة من عدة كلمات (عبد العزيز)، عبدول معناه الملابس باللغة
الصينية، آسيس أو آزيز معناه الماكينة أو الشيء المحرك، فكلمتان تتألف
منهما كلمة واحدة وهي عبد العزيز، يكتبونها ملابس محرك، وتفسيرها عبد
العزيز، فلذلك حروف اللغة العربية الأصلية هي هذه الحروف، الألف والباء
والتاء والثاء والجيم والحاء والخاء والدال والذال والراء والزاي
والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين والفاء
والقاف والكاف واللام والميم والنون والهاء والواو والياء والهمزة،
والهمزة ليس لها صورة في أصل كتابة العرب، وإنما تكتب على الألف أو على
الواو أو على الياء وإذا لم تكتب على واحد من هذه الحروف سميت محذوفة،
الهمزة المحذوفة معناه التي ليس لها كتابة على الألف أو على الواو أو
على الياء، وقد اصطلح المتأخرون على وضع نبرة هي بمثابة رأس الباء أو
التاء من غير نقط يجعلون عليها الهمزة في بعض الأحيان إذا كانت محذوفة،
كما إذا كانت وراء الساكن، شيئا مثلا، الهمزة هنا وراء ساكن، وهي
محذوفة في اصطلاح أهل الرسم، ولا تكتب على شيء وإنما تكتب على نبرة أو
على السطر، وإذا وقعت مخالفة لذلك في رسم المصحف بينوه، كما قال صاحب


الصفحة التالية
Icon