الرسم: «واحذف ورا السكن تنوء بالألف» واحذف ورا السكن هذه قاعدة، أن
الهمزة وراء الساكن تحذف أي لا تكتب على ألف ولا على واو ولا على ياء،
وما خالف ذلك منه تنوء، ﴿ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة﴾ تكتب
على الألف، وهذا مخالف للقاعدة التي سبقت، والحروف الفرعية هي في
الواقع تغير يعرض للحرف ينقله عن أصله، وذلك التغير راجع إلى المخرج لا
إلى الصفة على الراجح، وفروع الحروف تنقسم إلى قسمين إلى فروع مستحسنة
وفروع مستقبحة، فالفروع المستحسنة فصيحة في اللغة، والفروع المستقبحة
غير فصيحة، أما الفروع المستحسنة فهي التي جاءت في القرآن والفروع
المستقبحة لم يأت فيه منها شيء لأنها غير فصيحة، والقرآن كل ما فيه من
فصيح اللغة، وقد بين المختار بن بونه رحمه الله الفرق بين المستحسن
والمستقبح من فروع الحروف في قوله: «واستحسنت لها فروع فاعلم** كالألف
الممال والمفخم** وهمزنا المسهل المعلوم** والغنة التي من الخيشوم» إلى
آخر ما ساق ثم ذكر بعد ذلك فصلا للفروع المستقبحة، والفروع المستحسنة
في القرآن منها سبعة، الأول: الهمزة المسهلة، فهي إذا كانت مفتوحة بين
الهمزة والألف وإذا كانت مضمومة بين الهمزة والواو، وإذا كانت مكسورة
بين الهمزة والياء، فتخرج من بين المخرجين وتتصف بالاندماج فاندمج فيها
حرفان فلذلك كانت بينهما، وتسهيل الهمزة إنما هو بسبب شدتها على النطق
وصعوبة النطق بها كما قال ابن بري رحمه الله: «والهمز في النطق به
تكلف** فسهلوه تارة وحذفوا** وأبدلوه حرف مد محضا** ونقلوه للسكون
رفضا» والتسهيل آت في كل القراءات لكنها تختلف في الإكثار منه
والتقليل، فأكثر ورود التسهيل إنما هو في قراءة حمزة فإنه يكثر التسهيل
في قراءته لأنه يسهل للوقف إذا كان الوقف على آخر الكلمة وفيها همزة
يسهل تلك الهمزة من أجل الوقف دائما، فلذلك كثر التسهيل في قراءة حمزة،
وأيضا قراءة نافع فيها تسهيل كثير وبالأخص في رواية ورش، وفي رواية