﴿وما ربك بظلام للعبيد﴾، وكذلك الصَّلاة، فالألف هنا مفخمة لورش تبعا
للام التي قبلها، والفرع الرابع هو الياء المشمة بصوت الواو، وذلك في
مثل ﴿سيئت وجوه الذين كفروا﴾، ﴿سيء بهم﴾، ﴿قيل يا نوح﴾، ﴿غيض الماء﴾،
فهذه الكلمات فيها ياء ولكن تلك الياء تشم بصوت الواو فيكون فيها جزء
من الواوية، وبذلك تكون فرعا عن الياء الأصلية، وذلك أن الفعل المبني
للنائب من هذا النوع يجوز فيه في اللغة النطق به بالياء وبالواو،
ويتركب منهما لغة ثالثة وهي الإشمام، فتقول:
حوكت على نيرين إذ تحاك
تختبط الشوك ولا تشاك
حوكت ويجوز أن تقول حيكت قول وقيل، غيض وغوض، يجوز كل ذلك في اللغة ومن
هاتين اللغتين تتولد لغة الإشمام والأصل الياء، فيكون فيها صوت الواو
تشم به، فالياء المشمة واوا في هذا النوع هي فرع عن الياء الخالصة،
وكثير من الناس إذا قرأ بقراءة نافع لا يتقن الإشمام فيجعله واوا
ممدودة بياء، كثير من الناس يقول: (سويئت)، (سويء بهم) وهذا غلط تماما
في القراءة، فقد جعل السين ساكنة وجعل بعدها واوا مكسورة ممدودة بياء،
وهذا لحن، لا يمكن أن يستقيم، فإنما ينطق بالسين مكسورة ممدودة بالياء،
والياء مشمة بشيء من صوت الواو، فيقال: ﴿سيئت وجوه الذين كفروا﴾، ﴿سيء
بهم﴾
، فالسين مكسورة على كل حال والياء التي بعدها هي المشمة بصوت
الواو.
بعد هذا الخامس من الحروف الفرعية اللام المفخمة، فاللام المفخمة
كاللام في اسم الجلالة بعد الفتح أوالضم وكاللام المفخمة لورش بعد
الصاد أو الطاء أو الظاء إذا فتحن أو سكن وكانت اللام مفتوحة هذه اللام
فرع عن اللام غير المفخمة، فالأصل عدم التفخيم في الحروف كلها،
والتفخيم عارض فيها، لكن من الحروف ما لا يقبل التفخيم أصلا ومنها ما
يلازم التفخيم، ومنها ما يعرض فيه التفخيم، فما لا يقبل التفخيم أصلا
كالحروف المستفلة ما عدا اللام والراء والألف، ثلاثة حروف من الحروف


الصفحة التالية
Icon