المستفلة هي التي يعرض فيها التفخيم، والحروف المستعلية كلها مفخمة في
الأصل، فحروف الاستعلاء مفخمة في الأصل، وحروف الاستفال مرققة غير
مفخمة، واللام والراء والألف هذه الثلاثة يعرض فيها التفخيم، والغريب
أن أهل بلادنا هذه في بعض المناطق يفخمون الميم أيضا، فأعرف أن بعض
المناطق إذا قالوا اللامية قالوا اللامية بتفخيم الميم، وهذا عجب جدا،
كيف يفخمون الميم ولا تقبل التفخيم أصلا، الميم غير قابلة للتفخيم
أصلا.
بعد هذا السادس من الحروف الفرعية الألف الممالة، وهي ممالة إلى جهة
الياء، والإمالة قسمان، إمالة كبرى وهي إمالة الألف إلى الياء، وإمالة
صغرى وهي إمالة الفتحة إلى الكسرة، فهذه الإمالة هي فرع عن الفتح،
ولذلك فإن كثيرا من أهل اللغة يسمون الإمالة الكسرة والإضجاع، يسمونها
الكسرة ويسمونها الإضجاع، وهي في الأصل ليست من لغة قريش وإنما هي من
لغة تميم ومن جاورهم، من بني أسد ومن أهل نجد، ولذلك هم الذين يقولون:
عسى الله يغني عن بلاد ابن قادر
بمنهمر جون الرباب سكوب
قادر(بالإمالة) فهذه لغة بني تميم وبني أسد وبها قرأ بعض القراء
فتواترت، والنبي r كان يأتيه الناس يعلمهم القرآن فإذا كانت لهجتهم
تخالف لهجة قريش ينطقون بحرف على هيئة يقرهم على ذلك، وهذا دليل على
نزوله كذلك، إذ لو لم ينزل الحرف كذلك لما أقرهم النبي r على النطق به
على غير لغته، ولذلك أنزل عليه القرآن على سبعة أحرف ومنها الإمالة
فتكون من حرف من هذه الحروف، وليست القراءات السبع اليوم التي هي
متواترة إجماعا بالحروف السبعة، فهذه القراءات يمكن أن تكون ملفقة من
بين الحروف، فما يدرينا لعل الحرف الذي فيه الإمالة ليس فيه مثلا تسهيل
الهمزة، وإذا قرأت برواية ورش عن نافع تأتي بالإمالة والتسهيل، فيمكن
أن يكون التسهيل في حرف والإمالة في حرف وترقيق الراء في حرف وتفخيم
اللام في حرف، فالتلفيق بينها لا حرج فيه، ولذلك قال النبي r: «اقرأوا