القرآن ولا تختلفوا فيه فإن هذا القرآن أنزل علي على سبعة أحرف»، وهذه
الإمالة قسمان إمالة محضة وإمالة تقليل، فالإمالة المحضة هي قريبة من
الياء، وإمالة التقليل قريبة من الألف، والقارئون برواية ورش عن نافع
كثيرا ما يغلطون أيضا فيها وبالأخص رواية أبي يعقوب الأزرق لأن رواية
الأصفهاني ليس فيها إمالة أصلا، كما قال محمد مولود رحمه الله:
ولم تمل حرفا من القرآن
طريق الاصفهاني عن عثمان
فطريق الاصفهاني عن ورش ليس فيها إمالة أصلا، وطريق أبي يعقوب الأزرق
عن ورش هي التي فيها الإمالة، لكن الإمالة التي فيها إمالة تقليل وليس
شيء منها إمالة محضة إلا في كلمة واحدة وهي "طه " ما سوى ذلك كله
إمالة تقليل سواء كان متفقا عليه أو كان مختلفا فيه، فالمختلف فيه
كالتوراة ونحوها مثلا، والمتفق على إمالته كغير ذلك لكن الإمالة التي
فيها هي إمالة تقليل فقط، ويخطئ فيها كثير من القارئين عندنا، فالقارئ
الذي يقرأ مثلا: ﴿سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى
والذي أخرج المرعى﴾ هذا لم يقرأ بورش إنما خلط بين القراءات، خلط بين
قراءة حمزة وقراءة نافع من رواية ورش، والخلط بين القراءات في الكلمة
الواحدة حرام، باتفاق جميع القراء، فلذلك لا بد أن نعلم أن التقليل
لورش هو أن تقول: ﴿سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى
والذي أخرج المرعى فجعله غثاء احوى سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله
إنه يعلم الجهر وما يخفى ونيسرك لليسرى﴾ ويتأكد ذلك عند النطق بالراء
المرققة مثل اليسرى والكبرى فإن كثيرا من الناس لا يستطيع لفظها
بالتقليل بل لا بد عنده من الإمالة الحقيقية فيها لاجتماع الترقيق
والإمالة، الترقيق على الراء والإمالة في الألف، فلا بد من الانتباه
لهذا.
بعد هذا السابع من الحروف الفرعية النون المخفاة، النون الساكنة أو
التنوين في حال الإخفاء فإنها لا يبقى منها إلا جزء من غنتها، وذلك قبل