وهكذا، الصفة الثانية من الصفات المنفردة هي الصفير، وهو الصوت المحاذي
للنطق بالحرف، تقول: إص، إز، إس، ولا ينبغي الامتداد فيه كثيرا، لكن هو
صفير وقد سبق شرح الصفير أنه طرد الهواء من الفم بسبب التوجع أو فوات
فرصة أو نحو ذلك، ثم بعد هذا الصفة الثالثة منها هي اللين، وهو صفة
للواو والياء الساكنتين المفتوح ما قبلهما، والمقصود بالفتح هنا
المغايرة للشكل، وإلا فلا يثبت قبل الواو كسر ولا قبل الياء ضم، إلا في
الإعمالات، والإعمالات في الواقع هي امتحانات وليست من نطق العرب أصلا،
ولذلك يذكرها أهل الصرف من باب التدريب والامتحان، فلذلك لا توجد في
لغة العرب الفصيحة، إنما هي إعمالات تمر بها الكلمة ثم تحسن وتغير، إذا
كانت الضمة قبل الياء فلا بد من التغيير قبل الياء الساكنة مثلا، وهكذا
إذا كانت الكسرة قبل الواو لا بد من التغيير أيضا، الصفة الرابعة من
الصفات المنفردة التكرار، وذلك ارتعاد لرأس اللسان، وهو طرف اللسان عند
النطق بالراء وبالأخص في حال السكون والتشديد فتقول: إر، ولا ينبغي
تتبعه لأنه زيادة في الحرف، كأنك تعيده أكثر من مرة، فلذلك لا تقل الله
أكبررررر بل قل: الله أكبر فالتكرار موجود لكن لا تتبعه ولا تزده، وهو
مختص بالراء، كذلك الصفة الخامسة هي الاستطالة، وهي مختصة بالضاد،
والمقصود بها أن مخرجها مستطيل سواء كان ذلك بالمفهوم اللغوي
فالاستطالة هي الاتصاف بالطول، وهي فعل لازم، استطال الشيء إذا طال، أو
كان بالمعنى الهندسي فالاصطلاح الهندسي المستطيل أيضا مكان لمخرج
الضاد، فمخرجها من حافة اللسان، توصف بالاستطالة فهي تربيع مع طول في
ضلعين، فهذا بالاصطلاح الهندسي أيضا مناسب لمخرج الضاد، ثم بعد ذلك صفة
الانحراف وهي السادسة من الصفات المنفردة، وهي وصف لحرفين هما اللام
والراء، والمقصود بالانحراف ميل رأس اللسان عند النطق بهما في آخر
المخرج، وليس المقصود ميل المخرج نفسه فالمخرج هو هو، فتقول إِرْ،