إِلْ، فيميل رأس اللسان قليلا، ثم السابعة منها فهي التفشي، وهو انتشار
الهواء في الفم عند النطق بالحرف، وهو متفق عليه في الشين، وبالأخص
يظهر كثيرا عند سكونها، إذا قلت: اش، فالهواء يتفرق في الفم، فيتفشى
فيه، والتفشي هو الشيوع، والخبر الفاشي أي الشائع، فشا الأمر يفشو
بمعنى شاع، ومنه في حديث أم زرع، جارية أبي زرع وما جارية أبي زرع، لا
تفشي حديثنا تبثيثا ولا تملأ بيتنا تغشيشا، فإذن هذه هي الصفات الثماني
عشرة التي ذكر المؤلف، فالمتضادة إحدى عشرة والمنفردة سبع فالجميع
ثماني عشرة صفة، معها الصفات الفرعية، وهذه الصفات الفرعية هي الناشئة
عن التركيب فليست أصلا في الحرف ولكنها ناشئة عن تركيبه، إذا ركب مع
حرف آخر عرضت هذه الصفة فيه، وذلك مثل التفخيم والترقيق في اللام
والراء، فالتفخيم والترقيق صفتان أصليتان لبعض الحروف، فالحروف
المستعلية كلها مفخمة، والحروف المستفلة كلها مرققة في الأصل، لكن
ثلاثة من الحروف المستفلة يعرض فيها التفخيم وهي اللام والراء والألف
اللينة، هذه الثلاثة يعرض فيها التفخيم فهو صفة عارضة، والترقيق كذلك
في مقابلها، وكذلك من الصفات العارضة الغنة، وبالأخص في حال النطق
بالنون الساكنة عند أحرف الإخفاء، فإنها تبقى غنتها، كنتم، فالغنة في
حال الإخفاء عارضة في النون، وإلا فالغنة صفة أصلية في النون والميم
لكن تزداد عند الإخفاء كما تزداد عند الادغام الناقص وبالأخص إدغام
النون في النون فإنها تغن بمقدار حركتين، إنَّ، تغن بمقدار حركتين إذا
شددت، النون المشددة تغن بمقدار حركتين، وكذلك الميم المشددة، اللهمَّ.
يقول المؤلف رحمه الله: باب التجويد عقد هذا الباب، لبيان أحكام
التجويد وبيان هيئة تطبيقه وتنفيذه، والتجويد قد سبق تعريفه في اللغة
أنه التحسين، وقد سبق في الاصطلاح أنه ينقسم إلى قسمين هما التجويد
العملي والتجويد العلمي، وقد سبق أن التجويد العملي واجب عيني وأن


الصفحة التالية
Icon