مناف لأصل الشرع فالله تعالى يقول: ﴿وما أنا من المتكلفين﴾ فالأصول
الشرعية تقتضي عدم التكلف، الشرع لم يأمرنا بالتكلف في النطق بالحروف
ولا في غيرها، والقسم الرابع (يمكن أن نجمع بين السنة والمندوب
فنجعلهما قسما واحدا كما هو المذهب المالكي) فالقسم الرابع هو الحرام
من التجويد، وهو ما كان فيه تمطيط بزيادة الحروف، كالذي يغني فيزيد
المد الطبيعي فيجعله كالمد اللازم مثلا، أو يمد المفتوح بالألف ويمد
المضموم بالواو ويمد المكسور بالياء، يجعل الحرف الذي هو مجرد مفتوح
يجعله كالممدود من أجل التغني كما ينشد الإنسان الشعر، فالإنسان إذا
أنشد الشعر في قافيته يقول مثلا:
أقلي اللوم عاذل والعتابا
وقولي إن أصبت لقد أصابا
أصابا هي في الأصل أصاب، فعل ماض مبني على الفتح، ولكنك إذا أردت
الترنم تأتي بالألف هي مدة الروي، الذي يفعل هذا فيمد المفتوح أو
المضموم أو المكسور مدة ليست من القرآن ويقصد بذلك الترنم هذا الذي
فعله حرام لأن فيه زيادة على القرآن بما ليس منه، القسم الخامس هو
الجائز وهو الخيار بين ثلاث درجات هي التي تسمى بالترتيل والتدوير
والحدر، هي أوجه للقراءة وكلها جائزة، يجوز للإنسان أن يقرأ بالحدر
فيقول: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم﴾
هذا الحدر، ويجوز أن يقرأ بالتدوير فيزيد قليلا فيقول: ﴿بسم الله
الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم﴾ ويجوز أن يأخذ
بالترتيل فيقول: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن
الرحيم﴾ فقد رأيتم أن القراءات الثلاثة كل واحدة منها أخرجت فيها
الحروف من مخارجها وجيء بها بصفاتها فهذه القراءة جائزة، الأوجه
الثلاثة جائزة، وكلها تسمى قراءة تحقيق، وقراءة التحقيق هي التي يستطيع
الإنسان معها التفهم بحيث يكون القلب عند الأذن والأذن عند اللسان
والجوارح عند القلب، ويقول الشيخ محمد عالي رحمة الله عليه:
ختم الكتاب تابع لحال