وضده الإصمات وهو لباقي الحروف لأنها إما أن تخرج من الجوف أو من الحلق
أو من أصل اللسان أو من وسطه، وحروف الإذلاق هذه تمتاز اللغة العربية
أن أية كلمة رباعية فصاعدا لا بد أن يكون فيها حرف منها إذا كانت من
العربية الأصلية وإلا كانت معربة كعسجد فهو اسم رباعي والحروف التي فيه
كلها مصمتة ليس فيها شيء من حروف الإذلاق، فهذه الصفات هي المتضادة وهي
الهمس والجهر والشدة والتوسط والرخاوة والاستعلاء والاستفال والإطباق
والانفتاح والإذلاق والإصمات، وبعض أهل الأداء يحذف الإذلاق والإصمات
لعدم فائدتهما في النطق بالحروف، ليس لهما تعلق بالنطق بالحروف، ثم بعد
هذا الصفات المنفردة، أي التي لا تقابلها صفة أخرى، وبعض الناس يقول:
التي لا ضد لها، وهذا الأدب أن يقال الله عز وجل هو الذي لا ضد له،
فالمخلوق دائما له ضد، وهذه الصفات هي المنفردة وهي القلقلة، وهذه أقوى
الصفات المنفردة، وحروفها (قطب جَد)، أو قطب جِد، فالقطب هو ما تدور
عليه الرحى، الوسط من كل شيء يسمى قطبا له لأنه الذي يدور عليه، والجد
بالفتح السعد، ويطلق على والد الأب أو والد الأم، من له ولادة غير
مباشرة على الإنسان هو الذي يسمى جدا له، ويطلق على السعد أي حظ
الإنسان وبهما فسر قول النبي r في الرفع من الركوع: ولا ينفع ذا الجد
منك الجد، قيل معناه ذا النسب العالي، وقيل معناه ذا السعد والحظ، لا
ينفعه سعده ولا حظه من قدر الله، وإذا قلت: قطب جد، أي أن هذا الطالب
لجده ونشاطه وتشميره هو قطب للجد فلا يدور به ولا يحيط به إلا من كان
من أهل الجد والتشمير، فهذه إذن هي حروف القلقلة، وقد سبق أن القلقلة
هي اهتزاز، هي في الواقع مثل صوت الرحل الأطيط الذي يسمع للرحل مثله
القلقلة أيضا، وذلك أنها يهتز المخرج عند النطق بها، ويقال إن النطق
بها ساكنة مثل بروك البعير، البعير يبرك بمرحلتين، بالأمام أولا ثم
بالخلف، فكذلك هي تقول: إقْ، فتنطق بها في مرحلتين، إجْ، إدْ، إبْ


الصفحة التالية
Icon