أحرف الحلق إلا أنها غير متقاربة، فالغين غير قريبة من الهاء مثلا، لأن
المخرجين حال بينهما مخرج وهو وسط الحلق الذي تخرج منه العين والحاء،
لكن العين قريبة من الهاء لأن مخرجيهما متواليان، فالمخرجان المتواليان
إذا كانا من موضع واحد فخرج منهما حرفان فهما متقاربان، أما إذا كانا
من موضعين فكان الخاء مثلا من حروف الحلق والقاف من الحروف اللسانية
فهما متواليان لم يحل بينهما مخرج لكن موضعيهما مختلفان، وأما
المتجانسان فهما الحرفان اللذان اتفقا في المخرج واختلفا في الصفات،
فمخرجهما واحد كالدال والطاء مثلا، المخرج واحد لكن الصفة مختلفة، هذان
يسميان بالمتجانسين، ورد اللفظ في نظيره أي رد اللفظ بالحرف، المقصود
باللفظ هنا الحرف الواحد، رده أي إدغامه في نظيره فذلك داخل في
التجويد، وذلك في أقسام الادغام وهي اثنا عشر نوعا، الادغام اثنا عشر
نوعا، ستأتينا إن شاء الله، لأن الإدغام إما أن يكون كبيرا وإما أن
يكون صغيرا، والكبير هو الذي يكون الحرفان فيه متحركين، ما تحرك فيه
الحرفان هذا الادغام الكبير وهو يختص من القراء بالسوسي وحده، السوسي
هو الذي يسكن أول المحركين ويدغمه في الثاني، والصغير هو في الساكن إذا
كان الحرف ساكنا والذي بعده محركا فهذا الادغام الصغير، ثم بعد هذا فكل
من الإدغامين إما أن يكون في كلمة واحدة أو في كلمتين، فتلك أربع صور،
نضربها في هذه الثلاث التي لدينا وهي إما أن يكونا مثلين وإما أن يكونا
متقاربين وإما أن يكونا متجانسين فالجميع اثنتا عشرة صورة، وهذه صور
الادغام دائما، لا بد أن تتقنوها أن صور الادغام اثني عشرة صورة، لأنه
إما إدغام كبير أو إدغام صغير، وكلاهما إما أن يكون في كلمة أو في
كلمتين، والصور الأربع مضروبة في ثلاث وهي إما أن يكونا مثلين أو
متقاربين أو متجانسين، وسيأتينا التمثيل لذلك إن شاء الله تعالى عند
كلامنا عن الادغام، فرواية الجر تقول: واللفظِ أي وإدغام اللفظ في