نظيره وهي على حذف مضاف:
وما يلي المضاف يأتي خلفا** عنه في الاعراب إذا ما حذفا
فعندما حذف المضاف هنا أقيم المضاف إليه مقامه، فأصل الكلام إدغام أو
إدخال أو رد اللفظ في نظيره، اللفظ المقصود به الحرف، في نظيره والنظير
كالمثل والكاف هنا مدخلة للمقارب والمجانس لأن الكاف تشبيه، فلا يقصد
بها حصر النظير في المثل، بل النظير يشمل المثل والمقارب والمجانس، فكل
ذلك نظير.
الرواية الثانية وهي: واللفظُ في نظيره كمثله تقتضي أن يكون التلفظ
بكل حرف في نظيره كالتلفظ به دائما، نطقك بالضاد هو نطقك بالضاد في كل
موضع، في كل كلمة، ونطقك بالحاء هو نطقك بالحاء في كل موضع، ونطقك
بالفاء هو نطقك بالفاء في كل موضع، فهذا هو تفسير رواية الرفع واللفظُ
في نظيره كمثله، مُكَمَّلًا أي لا بد من إكمال الحرف وعدم حَذِّه،
والحَذُّ معناه القطع في الأصل، حذ الشيء بمعنى قطعه والأحذ هو
المقطوع، وحذ الحرف معناه اقتطاع جزء منه، بحيث لا تكمله حتى تأتي
بالحرف الذي بعده، فيسمع شيء منه ولكن يؤتى بالحرف الذي بعده مباشرة،
وذلك في الحروف التي فيها صفة قوية كالإطباق مثلا أو الاستعلاء إذا
نطقت بها مدغمة، فإنك إذا قلت مثلا ألم نخلقكم القاف لم تنطق بها لكن
بقيت صفتها، وهي الاستعلاء، بقيت صفة الاستعلاء قبل الكاف وهي محل
خلاف، سيأتينا الخلاف هل تنطق بها أم لا، مخرجان لكنهما تقاربا، فالقاف
مستعلية، من أحرف الاستعلاء والكاف ليست كذلك، فالاستعلاء الذي يحصل في
الكاف عند ادغامها سيبقى على هذه الرواية ألم نخلقكم فلذلك هذا النوع
هو الذي يسمى بالحذ وهو قطع لأن الحرف اقتطع منه شيء، ولم يكمل حتى جيء
بالذي بعده، والأحذ هو المقطوع العضو، يطلق على السارق المقطوع اليد
يسمى أحذ، ومنه قول الشاعر:
ووليت العراق ورافديه** فزاريا أحذ يد القميص
ولم يك قبلها راعي مخاض** ليامنه على وركي قلوص
وهو هنا لا يقصد بْرِيمَرْ لأن بْرِيمَرْ ليس فزاريا، ووليت العراق