نطقت به وكان مسبوقا بحرف حلق مثل محذورا فلا بد من فكه بتخليص انفتاحه
خشية انقلابه إلى ظاء، فتقول: محذورا، ﴿إن عذاب ربك كان محذورا﴾، لا بد
من بيان الانفتاح في الذال لئلا يظن أنها ظاء، وأهل شرق آسيا تلتبس
عليهم الذال بالظاء كثيرا في مثل هذه المواضع، ولذلك في أعلامهم نذير
نظير، تسمعون بنظير أو بنذير، وكذلك نحو هذا كثير في أعلامهم، كذلك إذى
جاءت السين بعد حرف الحلق فكثيرا ما تستعلي فتقارب الصاد وهي منفتحة
والصاد مطبقة، فلا بد من تخليص انفتاحها لئلا يقع الإطباق فيها فتلتبس
بعصى، وهذا ما يشق على كثير من إخواننا الأفارقة، فالأفارقة يشق عليهم
تخليص الانفتاح في السين فكثيرا ما ينطقونها صادا، كذلك تخليص الانفتاح
في الذال والسين خشية التباسهما بالظاء والصاد وهما من الحروف المطبقة،
والذال والسين من الحروف المنفتحة فهذا القصد، وراع شدة بكاف وبتا، هذا
البيت فيه خلل في قوله فتنتا كما سيأتي يقول: وراع شدة بكاف وبتا لا
بد من مراعاة الشدة في الكاف والتاء عند حصول التكرر، فإن التكرر سبب
لطلب التخفيف، والشدة من الصفات القوية، فإذا تكررت الكاف أو التاء في
كلمة واحدة كان لا بد من الحفاظ على الشدة فيها لئلا يتساهل اللسان
وذلك كقوله: كشرككم فالكاف هنا المكسورة وبعدها مضمومة لا بد من النطق
بها بشدتها، لئلا تنقلب إلى حرف آخر إلى التاء مثلا، وكذلك التاء إذا
تكررت فلا بد من الحفاظ على شدتها أيضا، تتوفى، ﴿الذين تتوفاهم
الملائكة﴾ فلا بد من الحفاظ على شدتها لئلا يزلق اللسان لأن من لغات
العرب ما يحذف إحدى التاءين أصلا كما قال ابن مالك:
وما بتاءين ابتدي قد يقتصر** فيه على تًا كتبينوا العبر
إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، تسقط أو تدغم في التاء
الأخرى، وللسوسي في الإدغام الكبير عن أبي عمرو إدغام الكاف في الكاف
في الكلمة الواحدة في موضعين من القرآن، مناسكُّم، وفي موضع آخر وهو ما