واحدة وبلا هذا في كلمتين، فكل تشديد هو ادغام كل تشديد من هذا القبيل
هو ادغام، فلذلك قال: وبلا، انتهى من هذه القاعدة وبين محترزاتها،
فقال: وأبن في يوم لا بد من الإبانة إذا كان أولهما حرف مد، أو كان حرف
لين، فحروف المد واللين لا تدغم، فإذا قلت: ﴿في يوم كان مقداره خمسين
ألف سنة﴾ الياء هنا في في ساكنة، والياء التي بعدها محركة يَوْمٍ: لكن
لا ادغام لأن هذا من حروف المد واللين وأيضا حرف علة، فلا ادغام فيها،
في جميع الحالات هنا، في مثل هذا النوع فقط، لكن قد تشدد الياء في
مواضع أخرى وكذلك الواو في مواضع أخرى تدغم الياء في الياء أو الواو في
الواو، لكن في مثل هذا النوع، إذا كان الأول منهما حرف مد، والثاني
معتلا فلا ادغام كما هنا، الإدغام كله الأصل فيه التمام، ما يتعلق
بالإدغام الناقص من أحكام النون فقط، النون والتنوين وسيأتينا في باب
لاحق، وفي هذا المثال مثالان، فالمثال الأول ياء في مع ياء يوم،
والمثال الآخر الواو والميم، فالواو ساكنة والميم حرف مجانس لها، فقد
تقارب مخرجاهما، وكلتاهما شفوية، وسكنت الواو وتحرك ما بعدها وهو الميم
ولم يقع الادغام لأن الواو هنا حرف لين، فلا ادغام، هذا المثال وحده في
يوم فيه مثالان، بين الياءين وبين الواو والميم ولا ادغام في واحد
منهما، واحد بين متماثلين والثاني بين متجانسين، مع قالوا وهم، كذلك
﴿قالوا وهم فيها يختصمون﴾ فالواو هنا حرف مد وجاءت بعدها الواو الأخرى
العاطفة وهي محركة ولا ادغام بينهما، الأولى وهي واو الجمع ضمير الجمع
حرف مد، والواو العاطفة التي بعدها مفتوحة ومع ذلك لا ادغام، قل نعم،
كذلك من أمثلة هذا قل نعم، فاللام ساكنة والنون بعدها محركة وهي مجانسة
لها لكن لا ادغام، لا يجوز أن تقول: (قل نَّعم)، بل تقول: ﴿قلْ نَعم﴾،
كذلك سَبِّحْهُ فالحاء والهاء كلتاهما حلقية من أحرف الحلق فهما
متقاربان فسكنت الحاء وتحرك ما بعدها وهو الهاء ومع ذلك لا ادغام، نعم