هي استثناءات من القاعدة هي محترزات، كذلك لا تزغ قلوبنا فالغين ساكنة
وبعدها القاف محركة وهما متقاربان لكن لا ادغام بينهما لا يجوز أن
تقول: (لا تزغ قُّلوبنا)، لكن قل ﴿لا تزغْ قُلوبنا﴾، كذلك فالتقمه
الحوت اللام ساكنة وبعدها التاء وهما متقاربان ومع ذلك لا ادغام هنا،
لا يجوز أن تقول (فاتَّقمه)، لا بد أن تقول ﴿فَالْتَقمه الحوت﴾، ثم بعد
هذا عقد بابا لبيان الفرق بين الضاد والظاء نظرا لاتفاقهما في أغلب
الصفات، ولصعوبة الضاد فإن كثيرا من الناس لا يستطيع النطق بها
لصعوبتها وهي أصعب الحروف العربية، ولذلك قال فيها الشيخ باب بن الشيخ
سيديا رحمهما الله:
الضاد حرف عسير يشبه الظاء** لا الدال يشبه في نطق ولا الطاء
لحن فشا منذ أزمان قد اتبعت** أبناؤها فيه أجدادا وآباء
والحق أبلج لا يخفى على أحد** إن استضاء بما في الكتب قد جاء
هذا هو الحق نصا لا مرد له** من شاء بالحق فليومن ومن شاء
قال باب الضاد والظاء ولا بد أن نعلم أنهما أولا حرفان، المنطلق الأول
أن الضاد حرف وأن الظاء حرف وهذا يدل على التفريق بينهما، لكن لا بد
أولا أن نفرق بين هذين الحرفين بين الضاد والظاء وإذا فرقنا بينهما في
الأصل حينئذ سنبحث عن مخرجيهما وعن صفاتهما، فنجد أن الضاد تخرج من
حافة اللسان مما يلي الأضراس وتمتد مستطيلة إلى مخرج اللام، وأن الظاء
تخرج من رأس اللسان عند رءوس الثنايا العليا فهذا الفرق، فلا بد من
التفريق بينهما في المخرج، وكذلك الفرق بينهما في الصفات فقط في
الاستطالة وما عدا ذلك من الصفات مشترك، قال:
والضادَ باستطالة ومخرج ** مَيِّزْ من الظاء....................
يقول إن التمييز بين الظاء والضاد أن الضاد مخرجها يختلف عن مخرج
الظاء، فمخرجها من حافة اللسان سواء كان ذلك من اليمنى أو من اليسرى أو
منهما معا، وهي مستطيلة إلى قرب مخرج اللام، فلهذا قال: والضاد


الصفحة التالية
Icon