وليجدوا فيكم غلظة}، كلها بالظاء، كذلك الظلام، فأظلم الليل وما يتعلق
بهذه المادة كلها فاؤها ظاء، الظلمة والظلمات كلها بالظاء ﴿ظلمات بعضها
فوق بعض﴾، كذلك انتظر سواء أثبتت فيها التاء أو لا ﴿انظرونا نقتبس من
نوركم قيل ارجعوا وراءكم﴾، ﴿فانتظر إنهم منتظرون﴾، فهذه عينها ظاء،
كذلك الظمأ وهو العطش ﴿يحسبه الظمآن ماء﴾، ﴿إن لك أن لا تجوع فيها ولا
تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى﴾، فهذه فاؤها ظاء، كذلك أظفر فالظفر
كله فاؤه ظاء، وكذلك الظن، ففاؤه ظاء كذلك سواء كان اسما أو فعلا، ﴿يا
أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم﴾، ﴿إن نظن إلا
ظنا وما نحن بمستيقنين﴾، ﴿الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء﴾،
﴿إن هم إلا يظنون﴾، كلها بالظاء كيف جا: أي بأي صورة جاء هذا اللفظ في
المصحف، سواء كان بالفعل أو بالاسم بالمفرد أو بالجمع ففاؤه ظاء، كذلك
وعظ، لفظ الوعظ في القرآن أيضا كله بالظاء، ﴿سواء علينا أوعظت أم لم
تكن من الواعظين﴾، ﴿فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف﴾، وعظهم،
وعظوهن، كلها بالظاء، إلا لفظ عضين، وهذا الاستثناء هو لغير الناطقين
بالعربية، فليست من هذه المادة أصلا ولكن نظرا للمشابهة فقط استثناها،
فقال: سوى عضين ﴿الذين جعلوا القرآن عضين﴾ فهذه بالضاد ليست بالظاء،
وهي في سورة الحجر، وقد اختلف فيها هل هي من العِضَةِ وهي السحر، أو من
العضو وهو الجزء، فقيل معناه الذين جعلوا القرآن سحرا، عضين أي سحرا،
وقيل معناها الذي جعلوا القرآن عضين أي أعضاء فآمنوا ببعضه وكفروا
ببعض، جزؤوه، وعلى أنها من العضة قول رؤبة بن العجاج: «ليس كلام الله
بالمعضه»
ألا إلا دَهٍ فلا دَهِ ** ليس كلام الله بالمُعَضَّه
بالمعضه من العضه في الأصل وهو السحر ويقال فيه العضة أيضا، فلامها
مختلف فيه هل هو هاء أو واو، الذين جعلوا القرآن عضين كلها بالضاد، وهي