في موضع واحد، إذا كانت هائية يقال: عضه، وإذا كانت واوية يقال: عضاه
عضاه يعضيه إذا جعله أعضاء، استثناء فقط في المشابهة، لأن العين إذا
جاء بعدها هذا الحرف فهو ظاء في الوعظ وهو ضاد في عضين، ما فاؤه عين من
هذه الكلمات هذا المقصود به، فهذا استثناء فقط في الجنس وإلا فليس هذا
من مادة واحدة، نعم الاستثناء في الرسم تبعا له هو وهو أيضا تبع الداني
أيضا في ذلك، هو هنا يتبع أبا عمرو الداني فنفس الكلمات ذكرها أبو
عمرو، ظل ﴿ظل وجهه مسودا وهو كظيم﴾ التي في النحل والتي في الزخرف
وكلتاهما ظل وجهه مسودا وهو كظيم، في النحل وفي الزخرف نعم فكلها
بالظاء، وكلتاهما سوا، سواء أي لفظاهما واحد، أي أن اللفظ جاء متحدا
في السورتين في سورة النحل وفي سورة الزخرف وهو ظل وجهه مسودا، ﴿وإذا
بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم﴾
، هذه في سورة
الزخرف، ﴿وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم﴾ في سورة
النحل، فلذلك قال: سوا أي يستويان في ذلك، قال: وظلت، ﴿انظر إلى إلهك
الذي ظَلْتَ عليه عاكفا لنحرقنه﴾
فهي بالظاء، وكذلك ظَلْتُمْ ﴿فظلتم
تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون﴾
ظلتم هذه بالظاء، وبروم ظلوا، كذلك
ظلوا التي في سورة الروم، ﴿لظلوا من بعده يكفرون﴾، فهي بالظاء، كالحجر،
كذلك التي في سورة الحجر وهي ﴿ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا
فيه يعرجون﴾
، فهي بالظاء أيضا، ظلت شعرا معناه ظلت التي في سورة
الشعراء وهي ﴿فظلت أعناقهم لها خاضعين﴾ فهي بالظاء، كذلك نظل في سورة
الشعراء أيضا، ﴿نظل لها عاكفين﴾، يظللن ﴿إن يشأ يسكن الريح فيظللن
رواكد على ظهره﴾
، يظللن فهي بالظاء وما سوى ذلك هو من فروع الضلال هو
هنا يريد أن يفرق بين ظل وضل، فذكر فروع ظل جميعا، وما سواها فهو
بالضاد، محظورا كذلك ﴿وما كان عطاء ربك محظورا﴾ فهي بالظاء لا بالضاد،
مع المحتظر كذلك ﴿كهشيم المحتظر﴾ فهي بالظاء وهو متخذ الحظيرة، وكنت


الصفحة التالية
Icon