فظا، كذلك ﴿ولو كنت فظا غليظ القلب﴾ فظا فهي بالظاء، وجيمع النظر كذلك
جميع مادة النظر سواء كان من نظر البصر أو من نظر الرأي أو من النظر
بمعنى الانتظار فكلها بالظاء، فنظر من الانتظار ﴿انظرونا نقتبس من
نوركم﴾ ونظر بمعنى التفكر ﴿ فنظر نظرة في النجوم﴾ ونظر بمعنى البصر ﴿لا
تقولوا راعنا ولكن قولوا انظرنا﴾ فكلها بالظاء، إلا بويل، استنثى من
ذلك كلمتين وهما نضرة النعيم، ونضرة وسرورا، فنضرة النعيم في سورة
المطففين ﴿ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون﴾ فيها
﴿تعرف في وجوههم نضرة النعيم﴾ فهي بالضاد، وكذلك في هل، وهل يشير بها
إلى سورة الإنسان، ﴿هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا
مذكورا﴾، وفيها نضرة وسرورا، فلذلك قال: إلا بويل هل، معناه إلا بويل
وهل التي هي سورة الإنسان هل أتى على الإنسان حين من الدهر ﴿نضرة
وسرورا﴾، وأولى ناضرة كذلك وأولى ناضرة الأولى من هاتين الكلمتين وجوه
يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة، فالأولى بالضاد والثانية بالظاء، ناضرة،
نعم لأن الصوت متقارب فأراد أن يبين لك ذلك، وأولى ناضرة، ﴿ناضرة إلى
ربها ناظرة﴾ الأولى بالضاد والثانية بالظاء، نعم هي جناس لكن هذا
الجناس يقع أيضا في غير هذا، فالجناس التام ذكره سيبويه في هذه الآية
في وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة، وذكره في آية سورة الأنعام وهي
قوله: وهم ينهون عنه وينئون عنه، هذا جناس تام والفرق بين الهمزة
والهاء واضح لك، فكذلك يقاس عليه الفرق بين الضاد والظاء، سورة
المطففين فيها نضرة النعيم، تعرف في وجوههم نضرة النعيم، هل وهي سورة
الإنسان ففيها نضرة وسرورا، ولقاهم نضرة وسرورا. بعد هذا قال والغيظ:
كذلك الغيظ وجميع مشتقاته في القرآن فهو بالظاء لا بالضاد ﴿والكاظمين
الغيظ﴾، ﴿إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا﴾، فكلها
بالظاء، لا الرعد، أما هذا اللفظ في سورة الرعد وهو: {الله يعلم ما