تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام} فهو بالضاد لا بالظاء، لا الرعد وهود
كذلك في سورة هود وغيض الماء وقضي الأمر، غيض الماء، فالذي فيها هو
الضاد لا الظاء، لا الرعد وهود قاصرة فهذه قصرت أي استثنيت بخصوصها
فالقصر هو الاستثناء، فقصرت الضاد على هذين الموضعين على التي في الرعد
والتي في هود، والحظ كذلك الحظ حيث جاء في القرآن فهو بالظاء إلا الحض
على الطعام، قال والحظ لا الحض على الطعام فالحظ حيث جاء في القرآن
فهو بالظاء إلا قوله تعالى: ﴿ولا تحضون على طعام المسكين﴾ فهذه بالضاد،
وفي ظنين الخلاف سامي، هذه كلمة اختلف فيها هل هي بالظاء أو بالضاد،
وهي: ﴿وما هو على الغيب بضنين﴾ فقيل بضنين بالضاد وقيل بظنين بالظاء،
فالظنين المتهم، ومنه قول عمر رضي الله عنه في كتابه إلى أبي موسى
الأشعري رضي الله عنه: «والمسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد
أو ظنينا في ولاء أو قرابة»
عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد أو
ظنينا في ولاء أو قرابة، والظنين هو المتهم، والضنين من الضنة وهي
البخل، فالضنة البخل:
إذا ما كتمت السر عن من أوده** توهم أن الود غير حقيق
وما صنت عنه السر عن ضنة به** ولكنني أخشى صديق صديقي
أتاركة تدللها قطام** وضِنا بالتحية والكلام
فهي من الضنة، وقد كانوا يقولون للنبي r إذا قرأ عليهم القرآن يقولون:
هلا اجتبيت لنا سورة أخرى غير هذه يقولون: اجتب لنا سورة غيرها، فإذا
لم يقرأ عليهم سورة أخرى قالوا ضن علينا بقرآنه، فلذلك أنزل الله تعالى
وما هو على الغيب بضنين، فليس ذلك إليه إنما ينزل الله ما شاء ولا
يستطيع تقول شيء عليه وقد قال الله تعالى: ﴿ولو تقول علينا بعض
الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين﴾
، وفي ظنين الخلاف
سام فيها القراءتان بالضاد والظاء، بالنسبة لهذا يشترك فيه جميع
المؤلفين في علم الأداء، فمنذ تأليف أبي عمرو الداني وقبله أيضا مكي بن


الصفحة التالية
Icon