أبي طالب كثر اللحن في عدم التمييز بين الضاد والظاء، والناس الآن لا
يميزون في ذلك في كثير من المناطق، كثير من الناس يقولون الضهر يقصدون
الظهر، ويكتبونها بالضاد، وكذلك يقولون ضفر فلان بكذا، وهي من الضفر
والضفر هو ضفر الشعر، وهم يقصدونها من الظفر فيلتبس هذا ويقع هذا كثيرا
في المشرق العربي وفي كثير من البلدان، ضفر الشعر بالضاد، ظفر بالشيء،
بعد هذا قال: وإن تلاقيا البيان لازم إذا التقى الضاد والظاء خشية أن
تظن أنهما حرف واحد فلا بد من البيان، لا بد أن تبين الفرق بينهما،
وذلك في موضعين في المصحف، الموضع الأول في سورة ألم نشرح، أنقض ظهرك
لا بد أن تبين الضاد باستطالتها ومخرجها فتقول: الذي أنقض ظهرك، فتميز
الفرق بينهما فيكون واضحا للسماع، السامع إذا سمع أنقض ظهرك عرف الفرق
بين الحرفين، وكذلك في سورة الفرقان: ﴿ويوم يعض الظالم على يديه﴾ يعض
الظالم لا بد من الفرق بينهما، فالسامع إذا سمع الآن يعض الظالم عرف
الفرق بين الضاد والظاء يعض الظالم، فلذلك قال: أنقض ظهرك يعض الظالم،
فهذان الموضعان التقى فيهما الضاد والظاء، ومن العجيب من لطف الله
تعالى أن الضاد تأتي سابقة على الظاء فيهما معا، لأنها قبلها في
المخرج، فالضاد لسانية من حافة اللسان والظاء من رأس اللسان ورءوس
الثنايا العليا، فبدئ بالأصعب، نعم وكان هذا من إعجاز القرآن، كذلك
قال:
واضْطُرَّ مَعْ وعظتمُ أفضتمُ** وصَفِّ ها جباههم عليهم
كذلك من الأمور التي لا بد منها، أن تظهر الضاد قبل الطاء، إذا سكنت،
فإن كثيرا من الناس يدغمها فيها، فلا بد من الفك حتى تظهر، وذلك في
مثل: ﴿فمن اضطر﴾ لا بد أن تميز الضاد هنا فتقول فمن اضْطُرَّ لأن كثيرا
من الناس يقول: من اطُّر فيدغمها فيها وهذا لحن، فلا بد من التمييز،
فمن اضْطُرَّ، كذلك وعظت، إظهار الظاء أيضا قبل التاء في وعظت ﴿سواء
علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين﴾، لا بد من إظهار الظاء الساكنة هنا