لئلا تدغم لأن كثيرا من الناس يدغمها فيقول: وعتّ، مع أفضتمُ ﴿فإذا
أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام﴾
، فالضاد ساكنة قبل
التاء فلا بد من إظهارها لئلا تدغم فيها، لأن كثيرا من الناس يقول
أفتّم، فيدغمها فيها، كذلك قال: وصف ها جباههم، كذلك الهاء إذا تكررت
في الكلمة لا بد من تصفيتها أن تصفى أن يصفى النطق بها فتأتي بها
مهموسة على هيئتها، فإن بعض الناس يبالغ في إظهارها حتى يذهب بها عن
الهمس فيجعلها مجهورة وهذا لحن، فلذلك تقول: جباهُهُم، لا تقل:
جباههُّم، هذا لحن لأن فيه جهرا بالهاء وهي مهموسة، فتقول جباههم، ولا
بد من الحذر من الشدة فيها أن تقول جباههم، لا بد من الحذر من هذا،
فلذلك قال: وصف ها جباههم الهاءين في جباههم لا بد من تصفية الهاء
فتخرجها من مخرجها وهو آخر الحلق، ومع ذلك تنطق بها مهموسة، فلا تجهر
بها، كذلك عليهم فالهاء هنا لا بد أن تحذر من الجهر بها، فصفها أي
أخرجها مهموسة فقل: أنعمت عليهِم، بعض الناس يقول: أنعمت عليهِّم وهذا
لحن لما فيه من الجهر بالهاء، فلا بد من تصفيتها فتقول: أنعمت
عَلَيْهِمْ، وصف ها جباههم عليهم هذه الهاء قبلها ياء وبعدها ميم
الجمع، وللقراء فيها خلاف بالنسبة لحركتها فمنهم من يضمها ومنهم من
يكسرها ومنهم من يضم الميم ومنهم من يسكنها ومنهم من يكسرها وكلها
قراءات مأخوذ بها معروفة، نعم صراط الذين أنعمت عليهُم، صراط الذين
أنعمت عليهِم، صراط الذين أنعمت عليهِمُ، صراط الذين أنعمت عليهِمِ
كلها قراءات، إذن نقف عند هذا الحد وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي
ولكم، وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل ما نقوله ونسمعه
حجة لنا لا علينا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وهنا
أسئلة خفيفة:
السؤال الأول: هل هذه التسميات كانت معروفة عند العرب وهي ألف وباء
وتاء بهذه التسميات أم أنها اجتهاد لأهل اللغات.


الصفحة التالية
Icon