كذاك القاعدة الثانية أن الراء الساكنة إذا كانت بعد الكسر أو بعد
الياء الأو بعد الإمالة فهي مرققة أيضا إذا جاءت بعد كسر أو ياء أو
إمالة فهي مرققة، فبعد الكسر والياء محل اتفاق بين جميع القراء، وبعد
الإمالة لمن يميل، (هي مرققة لمن يميل أما من لا يميل فلا إمالة لديه
أصلا)، وهذا الذي أشار إليه الشاطبي في الشاطبية رحمه الله بقوله:
ولا خلف في ترقيقها بعد كسرة** إذا سكنت يا صاح للسبعة الملا
والواقع أن هذا لا خلاف فيه في لغة العرب أصلا، فالراء إذا سكنت بعد
كسر أو ياء ساكنة رُقِّّّقَتْ لدى جميع العرب، ويستثنى من هذه القاعدة
ما بينه بقوله: إن لم تكن من قبل حرف استعلا إلا إذا كانت الراء
الساكنة من قبل حرف استعلاء، أو كانت الكسرة ليست أصلا، كذلك إذا كانت
الكسرة التي قبلها عارضة ليست أصلية، ويعرف العروض بزوالها في بعض
الأحيان، ككسرة همزة الوصل، لأنك إذا وصلتها بما قبلها سقطت همزة الوصل
وإذا سقطت سقطت الكسرة التي عليها، لأن الكسرة تابعة للحرف فإذا سقط
الحرف سقطت، أو كانت الكسرة ليس أصلا أي ليست أصلية، والخلف في فرق
لكسر يوجد اختلف في كلمة واحدة من هذه القاعدة، وهي لفظ فِرْقٍ، ﴿فكان
كل فرق كالطود العظيم﴾
في سورة الشعراء، موضع واحد في المصحف، الراء
فيه ساكنة بعد كسرة، ولكن بعدها حرف مستعل وهو القاف، لكن لما كسر
القاف ضعف، فهو وإن كان مستعليا إلا أنه ضعف بسبب الكسرة، وقد اختلف
أهل النحو هل الشكل سابق للحرف أو معه أو بعده، فإذا كان الشكل سابقا
لحرفه فقد حيل بين الراء وبين المستعلي بالكسر فتبقى على ترقيقها، وإذا
كان معه فهو يضعفه، وإذا كان بعده فلا داعي للترقيق فتغلظ حينئذ لأن
الشكل لاحق للحرف، وهذا الخلاف أشار ابن مالك إلى بعضه في الألفية في
قوله:
نونا تلي الإعراب أو تنوينا** مما تضيف احذف كطور سينا
فقال نونا تلي الإعراب أي تلي علامة الإعراب، وعلامة الإعراب قد تكون


الصفحة التالية
Icon