الحرف الوحيد الذي يتوصل به إلى النطق بالساكن ما عدا همزة الوصل ولذلك
يقول الددو في لغز له:
أيا من حوى علم اللغات بأسره** وترمس كتب النحو طرا بصدره
أبن حرف وصل غير همز لسائل** وإن لم تكن تدري جوابي فادره
فهو في البيت الذي قبل هذا، لأنه قال: وترمس كتب النحو طرا بصدره، أبن
حرف وصل غير همز لسائل وإن لم تكن تدري جوابي فادره.
وهذا الجدول الثاني الذي وزع عليكم يبين أحكام الراء وأحوالها، ففيه أن
الراء لها حالان، إما أن تكون متحركة وإما أن تكون ساكنة، فالمتحركة
أمرها بسيط لأن لها حكمين فقط التفخيم والترقيق، فالتفخيم إذا كانت
مفتوحة أو مضمومة رَبنا، رُزقنا، فهذه محركة بفتح أو ضم، فهي مفخمة،
والحكم الثاني هو الترقيق وذلك إذا كانت مكسورة رجال، ﴿فيه رجال لا
تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾، رحلة، ﴿رحلة الشتاء والصيف﴾ فهذه
الراء مكسورة وهي مرققة هنا، أما الصورة الثانية فهي السكون، فإذا سكنت
الراء فلها حينئذ حالان، لأن السكون إما أن يكون أصليا وإما أن يكون
عارضا، فإن كان السكون أصليا فلها حالان أيضا، الحال الأولى إذا كان
قبلها فتحة أو ضمة، وحينئذ حكمها التفخيم كالعرش، انظر فالراء هنا
ساكنة وقبلها فتحة أو ضمة فإنها تفخم، والحالة الثانية إن كان قبلها
كسرة وحينئذ لها ثلاثة أحكام الحكم الأول الترقيق وذلك إذا كانت الكسرة
التي قبلها أصلية لازمة متصلة بها في كلمتها، وكان بعد الراء حرف
استفال أو حرف استعلاء وهو منفصل، وذلك مثل شرعة، ﴿لكل جعلنا منكم شرعة
ومنهاجا﴾، فالراء هنا ساكنة مكسور ما قبلها وبعدها حرف استفال وهو
العين وهو متصل بها في كلمتها، والكسرة التي قبلها أصلية، فحكمها
الترقيق، وكذلك ﴿فاصبر صبرا جميلا﴾ فالراء هنا ساكنة مكسور ما قبلها
كسرة أصلية وبعدها حرف استعلاء وإطباق وهو الصاد وهو متصل بها لكن في
غير كلمتها لأنه من كلمة أخرى، اصبر صبرا، فترقق الراء هنا الساكنة،