الأمرين فإنها إذا كانت النون مشددة أو الميم مشددة تكون بمقدار حركتين
أي الغنة تكون بمقدار حركتين، فتقول: ﴿إن الذين آمنوا﴾ فالذي يقول إن
الذين آمنوا لم يأت بحق هذا الحرف وهو الغنة، والذي يقول إن الذين
آمنوا زاد في حق الحرف فجعله بمثابة المد وكلا الأمرين من اللحن الخفي،
وقد سبق أن اللحن الخفي يختلف عن اللحن الجلي في الحكم، اللحن الجلي
واللحن الخفي ما الفرق بينهما في الحكم؟ الجلي نوعان جلي يغير المعنى
وجلي لا يغير المعنى، فالذي يغير المعنى يبطل الصلاة بالاتفاق، والجلي
الذي لا يغير المعنى حرام ولكنه لا يبطل الصلاة، والخفي لا يبطل الصلاة
مطلقا لكن ما حكم الإقدام عليه؟ الخفي من كان يعرف حكمه يحرم عليه، ومن
لم يكن يعرف حكمه يعذر فيه، قال: وأظهر الغنة من نون ومن ميم والمقصود
بإظهارها هنا ما هو؟ زيادتها، حتى تكون بمقدار حركتين إذا ما شددا، ثم
بدأ القاعدة الثانية وهي أحكام الميم، فذكر أن الميم الساكنة لها ثلاثة
أحكام، الحكم الأول هو الإخفاء، والحكم الثاني هو الإدغام، والحكم
الثالث هو الإظهار، وهذه كلها تنسب إلى الشفة، فيقال الإدغام الشفوي
والإظهار الشفوي والإخفاء الشفوي، وسبب ذلك أن الحرف المدغم فيه والحرف
المدغم كلاهما شفوي أي مخرجه الشفتان، وأما الإخفاء فهو كذلك بين حرفين
شفويين وهما الميم والباء، وأما الإظهار فالحرف المظهر شفوي، وبقية
الحروف تختلف باختلاف مخارجها، وإنما اصطلح أهل الأداء على تسمية هذه
الأحكام بالشفوي أو الشفهي ليميزوها عن أحكام النون فهي أكثر من أحكام
الميم، فلذلك يذكر الإظهار والإخفاء والإدغام الخالص والإدغام الناقص
في النون مستقلة بخلاف هذه فتقيد بالشفوي لبيان اتصالها بالميم، لأن
النون ليست شفوية والميم هي الشفوية، وهذه الأحكام الثلاثة هي التي
ترونها هنا، فالإدغام الشفوي هو عند حرف واحد وهو الميم، فتدغم الميم