ست حركات، فمن قال ولا الضالين فقد لحن لحنا خفيا، فلذلك لا بد أن يمده
الإنسان بمقدار ست حركات فيقول: ولا الضالين وكذلك ﴿وما من دابَّة﴾،
دابة بمقدار ست حركات، فحرف المد هو الألف هنا، والباء بعده مشددة،
وسبب المد هنا هو السكون الذي بعد حرف المد وهو مثقل، وكذلك الحاقة
الطامة الصاخة، فهذا كله لازم كلمي مثقل، فجميع القراء اتفقوا على مده
بقدر ست حركات، والخلاف فقط هل هذا متواتر أم لا، هل هيئة الأداء
متواترة أم لا محل خلاف، ولذلك قال السيوطي:
...............................** والسبع قطعا للتواتر انتمى
وقيل إلا هيئة الأداء** قيل وخلف اللفظ للقراء
وكذلك ﴿آلذَّكرين﴾، الحركة فيها خلاف هل المقصود بها حركة الحرف وهي
الشكل الذي عليه أو المقصود بها حركة الأصابع هكذا، آلذكرين، فالألف
هنا هي حرف المد، وجاء السكون بعدها وكان السكون مشددا فالمد هنا لازم
كلمي مثقل، وإذا جاء سببان للمد فإنه يؤخذ بأقواهما دائما، آلذكرين
فيها سببان للمد، السبب الأول هو مد البدل لأن الهمزة سبقت حرف المد،
وهذا مد ضعيف وأقوى منه المد اللازم فيؤتى بالمد اللازم ويسقط مد
البدل، يؤخذ بالأقوى، لا بد أن يأتي به الإنسان مطلقا سواء كان ذلك في
الحدر أو كان في الترتيل أو كان في التدوير، واللازم المخفف اللازم
الكلمي المخفف مثل آلْآن، محيايْ في حال السكون، آنذرتهم، آشفقتم، جاء
امرنا، هؤلاء ان كنتم، فهذا جاء فيه حرف المد وبعده الساكن لكن الساكن
الذي بعده مخفف فهذا لازم كلمي مخفف، واحتفظوا بالقاعدة التي قلناها
حيث جاء سببان للمد أخذ بأقواهما، آلآن فيها سببان للمد مد البدل
واللازم الكلمي، وكذلك من القواعد أيضا أنه إذا تجاور مدان في كلمة
واحدة سوي بينهما للتحسين، وذلك في مثل قول الله تعالى: ولا ءامين
البيت الحرام، ولا ءامين جاء المد المنفصل وجاء بعده اللازم الكلمي
فاجتمعا فيساوى بينهما تحسينا، أما اللازم الحرفي فهو أيضا مثقل أو


الصفحة التالية
Icon