بعض أهل الأداء أطول من الواجب لأن كثير من القراء عندهم المد المتصل
أربع حركات فقط، إذا قرأت مثلا بقالون أو قرأت بابن كثير ستمده أربع
حركات بينما اللازم عند الجميع ست حركات، وعند ورش مثلا سيان لا فرق
بين الواجب واللازم من ناحية العدد، فالواجب هو المتصل مثل جاء أولئك
آباؤهم يضيء سيء وهكذا، فهذا هو المد الواجب لأنه متصل فحرف المد في
الكلمة التي فيها الهمزة، بالنسبة للمد لا بد من أخذه على هيئته ووزنه
بما تسمعه من الشيخ بقدره، وهذا من الأمور التي لا يمكن أن تؤخذ إلا من
أفواه الرجال، لا بد من أخذها من أفواه الرجال، والجائز هو المنفصل
والبدل فكلاهما جائز، فالمنفصل إذا كان حرف المد في كلمة والهمزة في
كلمة بعدها: بما أنزل، قالوا آمنا، ربي أكرمن، يا أيها الذين آمنوا،
فحرف المد في كلمة والهمزة في كلمة بعده، فهذا هو المد المنفصل وهو
جائز وقد سبق أن الجواز اختلف فيه على قولين: قالت طائفة من أهل العلم
المقصود بالجواز هنا التخيير أي أنك مخير في حال القراءة بين المد
الطبيعي وبين المد الزائد مطلقا سواء كان بالتوسط أو بالإشباع، فأنت
مخير بين ثلاث حالات إما أن تأتي به طبيعيا وإما أن تأتي به متوسطا
وإما أن تأتي به مشبعا، والقول الثاني هو التخيير فقط بين اثنين بين
التوسط والإشباع، القول الثاني التخيير فيه ليس على إطلاقه لأن المأخوذ
به لكل راو هو المرجع، فإذا كان الراوي له طريق بإثبات المد المنفصل
وطريق بعدم المد المنفصل فكنت تقرأ بطريق من الطرق فلا يمكن أن تجمع
معها الطريق الأخرى، مثلا إذا قرأت بطريق عبيد بن الصباح عن حفص عن
عاصم من طريق الشاطبية ستثبت المد المنفصل ومن طريق طيبة النشر لن تأتي
بالمد المنفصل، واضح الآن، وكذلك قالون فله إثبات المد المنفصل وتركه:
................................** والخلف عن قالون في المنفصل
نحو بما أنزل أو ما أخفي** لعدم الهمزة حال الوقف


الصفحة التالية
Icon