الساكنة قبل الواو وقبل الفاء، فيخرجها الإنسان من مخرجها بالإظهار دون
قلقلة ودون إخفاء، فالأمران محظوران فالمبالغة في إظهارها حتى يكون ذلك
بمثابة القلقلة هذا لحن، وإخفاؤها قبل الواو والفاء لحن أيضا، فيحتاج
الإنسان إلى أن يتوسط بين الأمرين، وأهل بلادنا هذه في أغلب الأحيان
يقلقلون الميم الساكنة قبل الواو والفاء، فتسمعون بعض الناس يقرأ قول
الله تعالى: ﴿فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكمْ وَنساءنا ونساءكمْ
وَأنفسنا وأنفسكم﴾ يقرؤها بالقلقلة وهذا لحن، فلذلك لا بد من الحفاظ
على إظهارها دون قلقلة، وأيضا من الناس من يخفيها فيقول: (وأبناءكم
وَنساءنا) أخفيت أو ادغمت في الواو وهذا غير صحيح، فلهذا لا بد من
إظهارها دون قلقلة قبل الواو وقبل الفاء أيضا، ولهذا قال: واحذر لدى
واو وفاء أن تختفي والسبب هو قرب المخرج فالواو شفوي والفاء كذلك تخرج
من باطن الشفة، فاحتيج إلى التنبيه على إظهارها دون مبالغة عند النطق
بها ساكنة قبل أحد هذين الحرفين، بعض الناس يسكت بين الميم الساكنة
والواو أو الفاء، لأنه لا يستطيع أن يظهرها قبل الواو أو الفاء، ولا
يريد أن يخفيها ولا أن يدغمها فيسكت، مثل ما تسمعون بعض الأئمة يقولون:
السلام عليكمْ وَرحمة الله يسكتون في هذا الموضع بين الميم والواو
لماذا؟ لأنهم يخافون أن ينطقوا بها مخفاة أو أن ينطقوا بها مدغمة، ويشق
عليهم أن يظهروها قبل الواو خالية، فتقول السلام عليكمْ وَرحمة الله،
فلهذا لا بد من الانتباه إلى أن الوقف والسكوت لهما أحكامها فالسكوت لا
بد أن يكون في موضع مروي والوقف ستأتينا أحكامه إن شاء الله تعالى
وبيان أنواعه، فلذلك ليس الوقف أو السكوت معينا على النطق بالحروف، وقد
سبق أن النطق بالحروف أن التجويد يمر بمراحل منها إتقان الحرف في مخرجه
وصفته، ثم إتقانه مقترنا بغيره، فلا يكون الإنسان مجودا إلا إذا أتقن