أخرى، فيقسمونها أيضا تقسيما آخر أدق من هذا، إلى وقف لازم ووقف الأولى
فيه الوقف ووقف الأولى فيه الوصل ووقف جائز مستوي الطرفين ووقف لا يقع
إلا في الضرورة الوقف القبيح، وسنذكرها تفصيلا ولذلك قد يتردد الإنسان
في مكان الوقف، وهذا الذي يسميه أهل التفسير بالوقف المزدوج، أي المعنى
محتمل للوقف في موضعين في الآية، ويوضع عليه في المصحف عادة ثلاث نقاط
على الموضع الأول وثلاث نقاط على الموضع الثاني، أي أنت مخير بين أي
الوقفين شئت لكن لا تجمع بينهما، مثلا: ﴿الم ذلك الكتاب لا ريب﴾، تجدون
فوقها ثلاث نقاط في المصحف ما معناها معناه يجوز الوقف هنا، لكن إذا
وقفت لا تقف على ﴿فيه﴾ وهو الموضع الثاني الذي عليه ثلاث نقاط، لأن
المعنى إما أن يكون ﴿لا ريب فيه﴾ أو أن يكون المعنى: ﴿فيه هدى
للمتقين﴾
، ﴿لا ريب﴾ انتهى الكلام ﴿فيه هدى للمتقين﴾ ففيه يمكن أن تكون
خبرا للمبتدئ الذي بعدها هدى للمتقين فيه، ويمكن أن تكون أيضا خبرا للا
واسمها المسبوك معها وهو السابق فهي خبر على كل حال سواء كانت خبرا لما
قبلها أو خبرا لما بعدها، ونظير ذلك أيضا في سورة المائدة ﴿فبعث الله
غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه، قال يا ويلتى أعجزت أن
أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين﴾
تجدون عليها
ثلاث نقاط، ثم بعدها ﴿من أجل ذلك﴾ تجدون عليها ثلاث نقاط، فمعنى ذلك أن
الوقف مزدوج إذا شئت وقفت على ﴿النادمين﴾ ثم تقول من ﴿أجل ذلك كتبنا
على بني إسرائيل﴾
، ويمكن أن تقف فتقول: ﴿فأصبح من النادمين من أجل
ذلك﴾
، ثم تبتدئ ﴿كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو
فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا﴾
، هذا يسمى الازدواج الوقف
المزدوج أي الذي إذا وقفت على أحد شقيه لم يحل لك الوقف على الآخر وهو
محتمل لهما من ناحية التفسير، ونظير هذا أيضا في سورة آل عمران قوله


الصفحة التالية
Icon