ما ليس معه تنفس وهذا هو السكت، والقسم الثالث ما يقصد به قطع القراءة
وهو وقف لكن لا بد بعده من الابتداء بالتعوذ والبسملة إن كان ذلك في
رأس سورة وبعضهم استحسنها أيضا في أول الأجزاء، والفرق بين الوقف
والسكت أن الوقف لا بد أن يتنفس فيه الإنسان والسكت لا يتنفس فيه
الإنسان، والوقف لا يكون في وسط الكلمة وإنما يكون في نهايتها، والسكت
يمكن أن يكون في وسط الكلمة ويمكن أن يكون في نهايتها، فسالسكت على أل
المظهرة وهو لخلاد عن خلف، وروي كذلك عن حفص بخلف عنه، فهذا النوع من
السكت في أثناء الكلمة ليس فيه تنفس ولكنه سكوت، والسكت على نهاية
الكلمة مثل سكتات حفص مثلا وهي على قوله تعالى: ﴿عوجا﴾ في سورة الكهف،
وعلى قوله ﴿من مرقدنا﴾ في سورة يس، وعلى قوله ﴿بل ران﴾ في سورة
المطففين وعلى قوله ﴿من راق﴾ في سورة القيامة، والخامسة مختلف فيها
وهي: ﴿ماليه هلك عني سلطانيه﴾، فهذه هي السكتات الخمس لحفص عن عاصم،
وله كذلك سكتات كثيرة أخرى لا تدخل في الفرش وإنما هي من القواعد أي من
الأصول، وهي السكوت على لام أل المظهرة، وقد ذكرنا أن رواية خلاد عن
خلف فيها السكت مطلقا، وكثير من الناس يظن أن السكت بالخيار وأنه
بالإمكان أن يسكت متى شاء فيظن ذلك من تحسين القراءة، فيقول مثلا:(غير
المغضوبْ عليهم ولا الضالين) وهذا النوع هو من مخالفة القراءة لأن
هذا ليس محل سكت ولا محل وقف، فهو لم يقف مضطرا وإلا أسكن فالوقف على
المتحرك لا يمكن إلا بالروم، كما سيأتي أو بالإشمام، وكذلك فليس المحل
محلا للوقف أصلا وأيضا ليس محل سكت بالإجماع، فهذا النوع السكت عليه من
الغلط الذي ينتهجه بعض الأئمة، ومثله أيضا ما يفعلونه أثناء القراءة
لقصد التحسين يقول بعضهم: ﴿والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد
الأمين﴾
ونحو ذلك هذا النوع من التقطيع هو من السكت المخالف الذي لم
يقرأ به أحد فلا يحل تعمده، والوقف جمعه هنا فقال: باب معرفة الوقوف


الصفحة التالية
Icon