القبيح كما سيأتينا إن شاء الله، والنوع الثالث هو الوقف الاختباري،
منسوب إلى الاختبار بالباء الموحدة وهو الامتحان، أي امتحان الشيخ
لتلميذه في فهمه للكلام أو في معرفته برسم المصحف أو نحو ذلك، فالقارئ
الذي يعرف رسم المصحف لن يقف بين اللفظين الموصولين في الرسم بل سيقف
على المقطوع ولا يقف على الموصول، والقارئ الذي يعرف رسم المصحف كذلك
يقف على ما كتب من تاءات التأنيث بالتاء يقف عليه بالتاء وما كتب منها
بالهاء يقف عليه بالهاء، فهذا النوع هو وقف اختباري ليس عند نهاية
المعنى وليس صاحبه مضطرا له ولكنه يختبر به في معرفة الرسم، وقد يختبر
به في معرفة القراءة أصلا، فالقراءات تختلف الأوقاف باختلافها، فمثلا
قراءة أبي عمرو بن العلاء في سورة يونس ﴿قال موسى ما جئتم به آلسحر إن
الله سيبطله﴾ فقراءة الجمهور: ﴿قال موسى ما جئتم به السحر إن الله
سيبطله﴾ بدون استفهام ما جئتم به ما هنا موصول وهي مبتدأ وخبره السحر
ثم استأنف فقال: إن الله سيبطله، وقراءة أبي عمرو قال موسى ما جئتم به
ما استفهامية، معناه ما الذي جئتم به؟ فما مبتدأ وخبره جئتم به،
والكلام انتهى عند قوله ما جئتم به؟ ثم قال: آلسحر؟ أي هل هو السحر،
فالسحر خبر لمبتدإ محذوف وهو الضمير الذي هو صدر الجملة، ثم بعد ذلك
قال إن الله سيبطله باستئناف، فهذا النوع يختبر القارئ فيه في
القراءات، فيقال اقرأها على قراءة الجمهور فيقرأ: ﴿قال موسى ما جئتم به
السحر إن الله سيبطله﴾ وإذا سئل عن قراءتها بقراءة أبي عمرو فإنه يقول:
﴿قال موسى ما جئتم به، آلسحر، إن الله سيبطله﴾ ونظير هذا الاختبار أيضا
في قراءة الكسائي في سورة النمل ﴿ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في
السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون﴾ فالجمهور قراءتهم ﴿ألَّا
يسجدوا﴾ يسجدوا فعل مضارع وهو منصوب بأن الموصولة مع لا، وقراءة
الكسائي ﴿ألا يا اسجدوا﴾ فإذا جاء الاختبار في الوقف فإنك تقول ألا يا،