الانتظار إلا أن يقف على الكلام التام، وهذا النوع من القراءة هو مما
اشتهر بين الناس فقلما يجد الشيخ وقتا كافيا ليقرأ عليه القارئ مثلا
عشر ختمات أو عشرين ختمة إذا كان سيجمع عليه العشر، لكن يقرؤها بالجمع
فيقرأ ختمة واحدة يجمع فيها العشرين، أي القراءات العشر برواياتها
العشرين، وبالأخص عند اختلاف الطرق، فكل رواية فيها طريقان فيكون
الجميع على ذلك أربعين طريقا، وإذا زاد عن ذلك أيضا زادت المدة، فابن
الجزري ذكر في النشر ألفا وطريقا واحدا في القرآن كله ألف طريق وطريق
واحد، وقراءتها متعذرة يشق على الإنسان أن يقرأ بجميعها كل واحدة ختمة
مستقلة فلذلك احتيج إلى طريقة الجمع في القراءات وهي أيسر وأكثر
اختصارا، ولا شك أن طريقة الإفراد أولى منها، هي الفرق التي تسمى
بالفرق أن تقرأ ختمة كاملة برواية من وجه ثم تقرأ بنفس الرواية من وجه
آخر ثم تقرأ برواية أخرى بوجهيها وهكذا، فهذه إذن أربعة أقسام هي الوقف
الاختياري والوقف الاضطراري والوقف الاختباري والوقف الانتظاري، والوقف
الاختياري منها ينقسم إلى ثلاثة أقسام باعتبار التعلق بين الموقوف عليه
والمبتدأ به، فلذلك كان تعلمه أمرا لا بد منه، والناس يحتاجون إليه
احتياجا بالغا، فقد سئل علي رضي الله عنه كما يروى عنه عن الترتيل الذي
أمر الله به في قوله: ورتل القرآن ترتيلا فقال: تجويد الحروف ومعرفة
الوقوف، أي أن يجيد الإنسان الحروف فيجودها من مخارجها وصفاتها، وأن
يعرف الوقوف فلا يقف إلا في موضع يمكن الوقف فيه، قال المؤلف رحمه
الله:
وبعد تجويدك للحروف** لا بد من معرفة الوقوف
وبعد تجويدك للحروف كما درستها فعرفت مخارجها وصفاتها، وعرفت نوعي
الصفات وهما حق الحرف ومستحقه، من يذكرنا بهما، تفضل حق الحرف ما هو
صفته الأصلية، ومستحقه صفته العارضة، فبعد معرفتك لمخارج الحروف
ومعرفتك للحروف أولا فقد عرفت أن الحروف تنقسم إلى قسمين أيضا: حروف


الصفحة التالية
Icon