أصلية وحروف غير أصلية، ثم بعد ذلك المخارج عرفت أنها تنقسم إلى قسمين
ما هما؟ مخرج محقق ومخرج مقدر، ثم بعد ذلك عرفت الصفات أنها تنقسم إلى
قسمين صفات أصلية وصفات فرعية عرضية، فبعد معرفتك لذلك كله ومعرفتك
لأحكامه كأحكام المدود وأحكام النون والتنوين والميم وكل ذلك من معرفة
صفات الحروف العرضية بعد ذلك يحق بك أن تعرف كيف تقف وكيف تبتدئ،
والوقف والابتداء غير متلازمين فقد يقف الإنسان موقفا لكن لا ينبغي له
أن يبتدئ بما بعده، فلا بد أن يعرف كيف يبتدئ، وإذا لم يعرف ذلك
الإنسان فإنه سيجعل القرآن عضين أي سيقسمه ويجزئه تجزيئا لا يفهم معه،
أذكر مرة من المرات أننا صلى بنا إمام تركي لا يفهم العربية فقرأ
الفاتحة ثم بعدها قال: والحب ذو العصف والريحان، مباشرة ابتدأ والحب ذو
العصف والريحان، فلا تدري من أين أتت وهذا الذي يقول فيه العرب:
"ولدها فقارا يا أبا ليلى، وأبو ليلى لدى العرب هو الأحمق، فيقولون
ولدها فقارا أي جئ بها مقطعة جئ بالكلام لا يعرف بما يتعلق، وقد صليت
وارء إمام هنا في هذا البلد فقرأ سورة الأعلى فقال في آخرها بل تؤثرون
الحياة الدنيا والآخرة، ثم ابتدأ فقال: خير وأبقى، فغير المعنى تماما
جعلكم تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة معا، ثم قال: خير وأبقى، غير متصلة
بشيء، وكذلك آخر يقرأ سورة القدر فيقول: إنا أنزلناه في ليلة القدر
وما، أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر، خير من ألف شهر تنزل الملائكة،
والروح فيها، فيقطعها تقطيعا عجيبا لا تكاد تفهم منها أية جملة،
والغريب أنه يقف على سلام يقول: بإذن ربهم من كل أمر سلام، ثم يقول: هي
حتى مطلع الفجر، فهذا النوع من التقطيع لا يفهم معه الكلام نهائيا،
فلذلك يحتاج الإنسان إلى إتقان الوقف والابتداء.
فلهذا قال: لا بد من معرفة الوقوف أي لا بد من معرفتك للوقوف أي لا
سبيل لك عن ذلك، والبد في الأصل المكان الذي تبده بصرك أي تنظر إليه،