والسيوطي في ( الإتقان ) أورد جملة كبيرة من هذا الكتاب في ثنايا كتابه وكان يصفه بالنفاسة.
أدار - رحمه الله - هذا الكتاب على فصول تكلم فيها عن عدة مسائل؛
تكلم في فصل قاعدة أن الرسول ( مامات حتى فسر جميع القرآن.
وفصل عن تفسير الصحابة والتابعين ونوع الاختلاف الحاصل بينهم في التفسير.
ثم تكلم عن أنواع التفسير بالرواية والدراية، التفسير بالمنقول والتفسير بالرأي.
ثم تكلم في فصل عن أهمية تفسير التابعين. وركز الكلام على أهمية تفسير الصحابة.
ثم ختم الكلام عن خطر التفسير بالرأي.
مورداً أثناء ذلك جملة من القواعد والفوائد، مما أثرى كتابه وجعله متميزاً على غيره من الكتب.
تعريف (أصول التفسير):
(أصول التفسير) علم مركب إضافي، لابد عند تعريفه من تعريف المضاف على حده، ثم يُعرّف المضاف إليه، ثم يعرف العلم بإضافة أحد اللفظين إلى الآخر. فأقول:
الأصل في اللغة : ما ينبني عليه غيره، وقد يطلق في اللغة ويراد به : القاعدة.
والقاعدة هي : القضية الكلية المحيطة بمجموعة جزئياتها(٥).
والتفسير في اللغة : الكشف والبيان.
وفي اصطلاح العلماء هو : معرفة مراد الله عز وجل من كلامه المنزل على محمد ﷺ بحسب الطاقة البشرية.
وبإضافة لفظة (أصول) إلى (التفسير) ينتج عندنا أن (أصول التفسير) هي القضايا الكلية المحيطة بجزئياتها والتي ينبني عليها فهم القرآن ومعرفة مراد الله بحسب الطاقة البشرية.
فموضوع الكتاب : ذكر القواعد والأصول التي ينبني عليها فهم القرآن الكريم بمعنى : أن من أحاط علماً بهذه القواعد سهل عليه التعامل مع القرآن الكريم.
والذي لاحظته : أن هذا الكتاب - أعني: (مقدمة في أصول التفسير) - مَنْ أحسن قراءته وفهمه استطاع أن يتعامل مع كتب التفسير بالمأثور، خاصة مع أقوال السلف المتنوعة في تفسير الآيات ويعرف كيف يستفيد منها.