في سورة طه١ فقال: وضم في ابتدأ غيره، ولو بينه لأخذ ضده، وهو الفتح؛ لقراءة الباقين، وعنى بالوصل الإتيان بهمزة الوصل، وجعل آخرا علم مجزوما؛ ليؤخذ ضد الجزم عنده، وهو الرفع للقراءة الأخرى، ولو لفظ موضع الجزم بالسكون للزم أن تكون القراءة الأخرى بالفتح، وقد نظمت بدل هذا البيت ضاما إليه البيت الذي فيه خلف ربوة في بيتين يتضمنان إيضاح القراءتين في قال اعلم، ويتأخر بيت، وجزءًا بعدهما، ولا يضر ذلك؛ فإن ربوة مقدمة في التلاوة على أكلها فقلت:
وصل همز قال اعلم مع الجزم وابتدا | بكسر شفا واكسر فصرهن فيصلا |
وضم لباقٍ وافتحوا ضم ربوة | على الراهنا والمؤمنين ندكلا |
٥٢٢-
وَجُزْءًا وَجُزْءٌ ضَمَّ الإِسْكَانَ "صِـ"ـفْ وَحَيـ | ـثُما أُكْلُهَا "ذِ"كْرًا وَفي الْغَيْرِ "ذُ"و "حُـ"ـلا |
وإنما حافظ على لفظ المنصوب هنا دون صراط، وقران، وبيوت كما تقدم؛ لأنه اكتفى في تلك بضبطها بدخول لام التعريف فيها، وخلوها منها، واجتزأ هنا بتعداد اللفظين المختلفين خطا لما لم تأتِ لام التعريف ف واحدة منهما فهو مثل "شيء"، و"شيئا"، وقد تقدم البحث فيه في باب نقل الحركة، ، وقوله: صف؛ أي: اذكره؛ أي: صف ضم الإسكان فيهما، وقد سبق أن مثل هذا فيه لغتان؛ الضم، والإسكان، وقوله: حيثما أكلها؛ أي: وحيثما أكلها موجود فصف ضم إسكانه أيضا لمدلول الذال من ذكرى نحو: ﴿فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ﴾ ٤، ﴿أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا﴾ ٥ و ﴿ذِكْرَى﴾ ٦ مصدر من معنى صف؛ لأن الواصف ذاكر أو يكون في موضع الحال؛ أي: صف ذاكرا أو مذكرا أو لأجل الذكرى أو هذه ذكرى، وقوله: وفي الغير يعني في غير أكلها مما هو من لفظه إلا أنه لم يصف إلى ضمير المؤنث نحو:
١ آية: ٣١.
٢ سورة البقرة، آية: ٢٦٠.
٣ سورة الحجر، آية: ٤٤.
٤ سورة البقرة، آية: ٢٦٥.
٥ سورة الرعد، آية: ٣٥.
٦ سورة الشعراء، آية: ٢٠٩.
٢ سورة البقرة، آية: ٢٦٠.
٣ سورة الحجر، آية: ٤٤.
٤ سورة البقرة، آية: ٢٦٥.
٥ سورة الرعد، آية: ٣٥.
٦ سورة الشعراء، آية: ٢٠٩.