ظاهر، أما: "يوم يقول لجهنم" فالخلاف فيه بالياء والنون ظاهر، أما: ﴿أَدْبَارَ السُّجُودِ﴾ فهو بالكسر مصدر أدبر وبالفتح جمع دبر؛ أي: وقت أدبار السجود وإنما قال في الكسر فاز دخلل؛ لموافقته الذي في آخر الطور فهو مجمع على كسره.
١٠٤٥-
وَبِاليَا يُنَادِى قِفْ "دَ"لِيلا بِخُلْفِهِ... وَقُلْ مِثْلُ مَا بِالرَّفْعِ "شَـ"ـمَّمَ "صَـ"ـنْدَلا
يريد: ﴿وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ﴾ ياء ينادي محذوفة في الرسم؛ لأنها محذوفة في الوصل؛ لالتقاء الساكنين فإذا وقف عليها فكلهم يحذفها؛ اتباعا للوصل والرسم، وابن كثير أثبتها في أحد الوجهين عنه على الأصل، وليست هذه معدودة من الياءات الزوائد وإن كانت محذوفة في الرسم؛ لأن تلك شرطها أن يكون مختلفا في إثباتها وصلا ووقفا، وهذه وإن اختلف في إثباتها وقفا فلم يختلف في حذفها وصلا، وإنما عد من الزوائد: ﴿فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ﴾، ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ﴾ ؛ لأن من فتحهما أثبتهما وصلا وهي ياء إضافة قابلة للفتح وهذه ياء ينادي لام الفعل فهي ساكنة في حال الرفع ولكن في قاف ثلاثة زوائد: "المنادي" بعد ينادي أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو، وفي الحالين ابن كثير. "فَحَقَّ وَعِيدِي"، "مَنْ يَخَافُ وَعِيدِي" أثبتهما في الوصل ورش وحده، أما: ﴿مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ ١ في سورة والذاريات فشمم صندلا؛ أي: شمم قارئه وسامعه طيبا؛ لظهور الوجه فيه؛ لأنه صفة لحق؛ أي: إنه لحق مثل نطقكم وما زائدة ووجه الفتح أنه في موضع رفع ولكنه فتح فتحة بناء لإضافته إلى غير متمكن كقوله:
وتداعا منخراه بدم... مثل ما أثمر حماض الخيل
هكذا أنشده أبو عثمان وأبو عمرو بالفتح وهو نعت مجرور ومنه قوله:
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت
بفتح غير فهو فاعل يمنع، وقيل: هو نعت مصدر محذوف؛ أي: لحق حقا مثل ما وقيل: حال من الضمير في لحق؛ لأنه مصدر وصف به، وأجاز الجرمي أن يكون حالا من لحق نفسه وإن كان بكسرة، وأجاز هذا رجل مقبلا؛ أي: لحق كأنها مثل نطقكم، وقال أبو عبيد: وقال بعض العرب بجعل مثل نصبا أبدا، فيقولون: هذا رجل مثلك، وقال الفراء: العرب تنصبها إذا رفع بها الاسم؛ يعني: المبتدأ فيقولون: مثل من عبد الله ويقولون: عبد الله مثلك وأنت مثله؛ لأن الكاف قد تكون داخلة عليها، فتنصب إذا لقيت الكاف. قلت: وهذه لغة غريبة وفيها نظر.
١٠٤٦-
وَفي الصَّعْقَةِ اقْصُرْ مُسْكِنَ العَيْنِ "رَ"اوِيا... وَقَوْمَ بِخَفْضِ الْمِيمِ "شَـ"ـرَّفَ "حُـ"ـمَّلا
هذا تقييد لما لفظ به فالقصر حذف الألف من الصاعقة، وفي قوله: مسكن العين نظر وصوابه مسكن الكسر فإن الإسكان المطلق ضده الفتح على ما تقرر في الخطبة وغيرها فما وقع ذلك إلا سهوا عما التزمه