ومجتلى خبره: أي إدغام أبي عمرو للقاف في الكاف مكشوف منظور إليه: أي أنه مشهور ظاهر ويجوز أن يكون الخبر قوله للقاف: في الكاف كما تقول إكرامي لزيد أي أخصه بذلك دون غيره فكذا ههنا أي إدغام أبي عمرو في الحرفين المتقاربين في كلمة كائن للقاف في الكاف لا غير، ومجتلى على هذا في موضع نصب على الحال.
ومعنى البيت أنه لم يدغم من كل حرفين متقاربين التقيا في كلمة واحدة سوى القاف في الكاف بشطرين يأتي ذكرهما في البيت الآتي، فنحو: متجاورات ويتدبرون والمتطهرين ويتذكرون والمتصدقين لا يدغمه وإن كانت التاء تدغم في الجيم والدال والطاء والذال والصاد على ما سيأتي في هذا الباب وغيره، ثم ذكر الشرطين فقال:
١٣٣-
وَهذَا إِذَا مَا قَبْلَهُ مُتَحَرِّكٌ | مُبِينٌ وَبَعْدَ الْكافِ مِيمٌ تَخَلَّلا |
أي وهذا الإدغام كائن إذا استقر قبل القاف حرف متحرك ووقع بعد الكاف ميم وإنما اشترطا؛ ليكونا على منهاج ما أدغم من المثلين في كلمة وهو: "مناسككم"، "وما سلككم"، وقوله: "مبين" أي بين ولم يحترز به من شيء وإنما هو صفة مؤكدة، ومعنى تخلل من قولهم: تخلل المطر إذا خص ولم يكن عاما أي تخلل أبو عمرو بإدغامه ذلك ولم يعم جميع ما التقت فيه القاف بالكاف، وقيل: الضمير في تخلل للميم من تخللت القوم إذا دخلت بين خللهم وخلالهم أي تخلل الميم الحروف التي قبله وبعده والله أعلم.
١٣٤-
كَيَرْزُقْكُّمُ وَاثقَكُّمُو وَخَلَقكُّمُو | وَمِيثَاقَكُمْ أظْهِرْ وَنَرْزُقُكَ انْجلا |
وَإِدْغَامُ ذِي التَّحْرِيمِ طَلَّقَكُنَّ قُلْ | أَحَقُّ وَبِالتَّأْنِيثِ وَالْجَمْعِ أُثْقِلا |
١ سورة التوبة، آية: ١٢٢.