قلت : و هذا في حقيقته - إن قبل - إنما هو تمثيل لنوع من المتشابه، ولا مانع من أن يكون ذلك أحد أوجه المتشابه، لأن الله لم يخص متشابها دون متشابه، ولهذا ضل بهذا التشابه في عصرنا بعض من درس قصص القرآن الكريم، ولم يوفق للفهم، فزعم أن ما في القرآن من قصص ليس حقيقة في نفسه، ولهذا اختلفت عباراته من سورة إلى سورة، و زعم أن ذلك قصص فني. والعياذ بالله. كما فعل صاحب رسالة :( الفن القصصي في القرآن ). (١)
٣- أن المحكم ما علم العلماء تأويله، وفهموا معناه، والمتشابه ما لم يكن إلى علمه سبيل مما استأثر الله بعلمه دون خلقه. وهذا رواه الطبري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ورجحه وبه قال الشعبي و سفيان الثوري وغيرهم. و من أمثلة هذا، وقت قيام الساعة، و ووقت خروج يأجوج ومأجوج والدجال وعيسى، والحروف المقطعة في أوائل السور، ونحو ذلك.
وقد روي : أن اليهود طمعوا أن يعرفوا من قبل الحروف المقطعة التي في أوائل بعض السور مدة الإسلام وأهله ويعلموا نهاية أجل محمد و أمته. ورجحه القرطبي وقال :( هذا أحسن ما قيل في المتشابه ).
٤- أن المحكم ما أحكم الله بيان حلاله وحرامه فلم تشتبه معانيه، والمتشابه ما تشتبه معانيه وهذا قول مجاهد.